نقل عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» مفوض العلاقات الوطنية والمكلف متابعة الوضع الفلسطيني في لبنان الوزير عزام الأحمد رسالة شفوية من الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى نظيره اللبناني ميشال عون شكر له فيها «المواقف التي أطلقها حيال القضية الفلسطينية في خطبه ومداخلاته وخلال زياراته الخارجية»، في وقت شهد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين انتكاسة أمنية ذهب ضحيتها قتلى وجرحى. وأطلع عزام الرئيس عون على حصيلة اللقاءات التي عقدها عباس مع موفدين للرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وبحثا العلاقات اللبنانية– الفلسطينية وتنسيق المواقف خلال القمة العربية الأسبوع المقبل. وحضر اللقاء السفير الفلسطيني أشرف دبور وأمين سر الفصائل الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات. وكان وفد من حركة «حماس» جال على المسؤولين اللبنانيين وركزت محادثاته على المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية وأوضاع المخيمات في لبنان. والتقى الوفد الذي ضم نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق ومسؤول العلاقات العربية أسامة حمدان وممثل «حماس» في لبنان علي بركة ونائب المسؤول السياسي في لبنان أحمد عبد الهادي ومسؤول العلاقات السياسية زياد حسن، رؤساء الجمهورية والحكومة سعد الحريري والرئيس تمام سلام. وأوضح أبو مرزوق أن «ملف المصالحة الفلسطينية– الفلسطينية قطع أشواطاً كبيرة، لاسيما بعد زيارة الرئيس عباس لبنان والجهود التي تقوم بها قطر في هذا الاتجاه. وهناك مبشّرات كثيرة لطي صفحة الانقسام والانتقال إلى ترتيب البيت الفلسطيني بشكل صحيح ومن دون استثناء أحد. وتطرق البحث إلى أوضاع المخيمات في لبنان والتنسيق القائم مع الأجهزة الأمنية اللبنانية للحفاظ على الاستقرار فيها، مؤكدين أهمية الحوار لإزالة كل النقاط العالقة». وتوقف عند الوضع الأمني في عين الحلوة «وهو وضع شاذ ولا يقبله أحد، ولا بد من معالجته معالجة مسؤولة بما يحفظ الأمن والأمان في المستقبل القريب. وأعتقد أن هناك الكثير من القضايا التي تم التوافق عليها لكي نتمكن من فرض الأمن في المخيمات وحفظ الأخوّة الفلسطينية - اللبنانية والتعايش السلمي وحقوق كل المكونات في هذا الوطن العزيز». واعتبر «أن كل ما يجري في المنطقة له انعكاسات مباشرة على القضية الفلسطينية ومستقبلها، لا سيما أننا نتعرض لرفض التقرير الذي قُدم من الأمينة التنفيذية للأسكوا ريما خلف حول التفرقة العنصرية التي تمارس على الشعب الفلسطيني، وسحب هذا التقرير أعطى انطباعاً عما يمارسه الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا وبحق الأرض الفلسطينية والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس. وبالتالي لا بد من تفعيل كل أدواتنا من أجل حقنا وشعبنا ومستقبلنا». وقال بركة بعد زيارة سلام إن الوفد «أكد حرص الحركة على إنجاز المصالحة، لأن الوحدة الوطنية الفلسطينية أهم سلاح مع المقاومة في مواجهة الاحتلال، وأكدنا تمسكنا بالعمل الفلسطيني المشترك من أجل حماية الوجود الفلسطيني في لبنان وتعزيز العلاقات الأخوية اللبنانية - الفلسطينية، وأكدنا أن الشعب الفلسطيني في لبنان حريص على السلم الأهلي في لبنان وليس له أطماع في هذا البلد وسيبقى دائماً إلى جانب وحدة لبنان وامنه واستقراره». مخيم عين الحلوة وعقدت القوى السياسية الفلسطينية في مخيم عين الحلوة اجتماعا طارئاً في مقر الجبهة الديموقراطية للقيادة السياسية للقوى الوطنية والإسلامية، إثر إشكال حصل على مدخل المخيم وتطور إلى إطلاق نار أدى إلى مقتل محمود السيد ومحمد الجنداوي وجرح آخرين بينهم امرأة. واتفق المجتمعون على «سحب جميع المسلحين، خصوصاً من منطقة السوق». وكان التوتر بدأ بإشكال فردي في محور البركسات والطوارئ بين عناصر من «فتح» و «جند الشام» تطور إلى تبادل لإطلاق النار، لتتكثف بعدها مساعي القوى الفلسطينية داخل المخيم واتصالاتها بحركة «فتح» والقوى الإسلامية لوقف الاشتباك، وتم وقف النار وساد الهدوء الحذر منطقتي النزاع لكنه لم يصمد طويلاً، إذ سُمع إثر ذلك دوي انفجار قنبلة على مفرق الشارع الفوقاني لبستان القدس أصيبت فيه امرأة، وترافق ذلك مع إطلاق نار كثيف قرب سوق الخضر في الحي الفوقاني ومقتل محمد الجنداوي احد عناصر قوات «اللينو» في الأمن الوطني الفلسطيني. واستمر دوي صوت الرصاص داخل أحياء المخيم واستعملت أسلحة القذائف والرشاشات والقنابل بين كر وفر حتى الفجر.