عادت الطائرة السرية الاميركية المعروفة باسم «الشبح اكس 37 بي»، وتُعرف ايضاً باسم «سيارة التجارب المدارية»، الى الارض بعد رحلة في المدار خارج الغلاف الجوي استمرت سبعة شهور تقريباً بعد اطلاقها من كيب كينيفرال بواسطة صاروخ «اطلس» في 22 نيسان (ابريل) الماضي، واثارت تكهنات ببدء عسكرة الفضاء. وبعد نجاح التجربة، التي شاركت في الاشراف عليها وحدة ابحاث سرية من عملاق الطيران «بوينغ» و»مكتب القدرات السريعة» التابع لسلاح الجو الاميركي، وبعد تنفيذ المهمة العسكرية الاولى غير المأهولة في الفضاء الخارجي، سيتم تحليل ما جمعته الطائرة من معلومات وما اجرته من تجارب تمهيداً لمهمة جديدة قد تبدأ في الربيع المقبل. والطائرة التي بُنيت لحساب وكالة الفضاء الاميركية «ناسا» اساساً تزن 11 الف طن ارتفاعها 2.9 متر تقريباً وطولها 8.8 متر وابعاد جناحيها نحو 4.6 متر ولديها القابلية للحصول على الطاقة من اشعة الشمس عبر خلايا رُكبت على هوائيات متحركة. وبما ان للطائرة طابعاً سرياً لم تُكشف تفاصيل وافية عنها او عن موازناتها التي قُدرت بمئات ملايين الدولارات. وكان موقع «سبايسفلايت» الرائد في متابعة ابحاث الفضاء نسب الى نائب رئيس القوات الجوية الاميركية لشؤون برنامج الفضاء غاري بايتون قوله «ان مهمة الطائرة تتمثل بالقيام بابحاث في الفضاء ومن ثم احضارها الى الارض للتدقيق فيها». ومع ان الطائرة «الشبح» صُممت للبقاء في الفضاء فترة تسعة شهور الا انها اعيدت فجأة الى الارض من دون انذار مسبق، وبعد اعطاء الاعلام انذاراً قبل 24 ساعة بانتهاء مهمتها الموقتة. ولم يُعرف ما اذا كانت اطلقت من على متنها اقمار تجسس في الفضاء الخارجي ثم استعادتها قبل عودتها الى الارض وما اذا كانت هذه الاقمار للتجسس على الاتصالات او للتصوير عالي الشفافية او حتى للتجسس على اقمار التجسس المعادية. وللطائرة القدرة على التحليق على ارتفاعات تراوح بين 126 و575 ميلاً فوق سطح الارض. ومع ان سلاح الجو الاميركي تحدث عن ان الرحلة خصصت لاختبار قدرات الطائرة وقابليتها للبقاء في الفضاء الخارجي، قال مدير برنامجها الكولونيل تروي جيز: «نحن سعداء لكونها اكملت مهماتها المدارية بنجاح». يُشار الى ان الطائرة عادت الى الارض من دون مساعدة، وباوامر من مركز التحكم الذي لم يتدخل في رسم طريق العودة او حتى توجيهها الى مطار الهبوط في قاعدة فاندنبيرغ للسلاح الجوي قرب لوس انجليس. يُشار الى ان العمل في البرنامج بدأته «ناسا» في العام 1999 و»صادرت» ابحاثه وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) العام 2004. كما ان علماء سوفيات اشرفوا على تنفيذ برنامج مماثل لطائرة سرية دخلت الارض بالتوجيه الذاتي العام 1988 قبل انهيار الاتحاد السوفياتي.