أكدت المرجعية الشيعية في النجف ضرورة اختيار وزراء أكفاء للحكومة الجديدة، وفيما دعا المرجع الاعلى اية الله علي السيستاني الى عدم السماح بالتدخل الاجنبي، جدد المرجعان آية الله محمد اسحق الفياض وآية الله بشير النجفي مطالبتهما بخفض رواتب الرؤساء والمسؤولين في الدولة. وقال مصدر مقرب من مكتب السيستاني في تصريح صحافي وزع على وسائل الاعلام في النجف ان «المرجعية الدينية تدعو الى تشكيل حكومة فيها وزراء اكفاء تعمل للخدمة العامة لا المصالح الشخصية، وتدعو ايضاً الى حكومة خدمات تعمل لخدمة المواطنيين العراقيين». وأضاف: «كما ان المرجعية دعت الى عدم السماح بالتدخل الاجنبي في تشكيل الحكومة الجديدة». وعن الحالة الصحية للسيستاني قال: «ان آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني يتمتع بصحة جيدة ويمارس اعماله في شكل طبيعي». الى ذلك، دعا النجفي الكتل السياسية الى ضرورة تشكيل حكومة «رصينة والاستفادة من اخطاء الماضي». وأكد النجفي في كلمة أمام مؤتمر المبلغين والمبلغات الثامن عشر الذي تقيمه مؤسسة شهيد المحراب في النجف، القاها نيابة عنه نجله الشيخ علي النجفي «ضرورة تشكيل حكومة رصينة والاستفادة من اخطاء الماضي وسد النقص في الخدمات والبطاقة التموينية والبطالة والاهتمام بالصناعة والزراعة وعدم الاعتماد على الاستيراد». وطالب «القادة السياسيين بأخذ السلبيات الماضية في الاعتبار والنزول الى الشارع والاطلاع على معاناة ابناء الشعب». وحض «المسؤولين على حفظ الامانة وعدم الخيانة». وأشار الى ان «المراجع لن يهدأ لهم بال في ظل هذا الوضع ولن يتركوا وسيلة (إلا ويستخدمونها) لاصلاح اوضاع الشعب». من جانبه طالب الفياض «حكومة الشراكة الوطنية والسياسيين بخفض رواتب المسؤولين والرؤساء الثلاث». وقال في كلمة خلال المؤتمر ان «رواتبهم عالية لم نسمع لها مثيلاً خارج البلاد، في الوقت الذي نرى فيه الشعب يعاني الفقر والحرمان. يجب ان تكون الرواتب بحدود المعقول كباقي الدول، اذ انها سبب للكثير من المشكلات ولها دور كبير في الفساد والسرقة وتزوير الشهادات ما يزيد من الارهاب والفساد. وهي اموال الشعب ولا يجوز شرعاً التصرف بها وهو ظلم فادح بحق الشعب والجميع صامت». ووصف الفياض وهو احد المراجع الاربعة الرئيسيين في النجف الوضع الحالي ب «المأسوي» وقال: «ان الوضع المتردي للشعب العراقي يدعونا الى ان نرفع اصواتنا لكي تؤدي الجهات المسؤولة مهماتها لحل الازمات الخانقة ودعوة الحكومة لتوفير خدمات السكن والصحة والامن للمواطنين لتحقيق العيش الكريم». ودعا الى «عدم استغلال المناسبات الدينية لاغراض حزبية». كما دعا «المواطنين الى الهدوء ووقف النزاعات والمشاحنات الطائفية والعيش بسلام وامان بين ابناء البلد الواحد، والمسؤولين الى التخلي عن المصالح الشخصية والخاصة». وطالب الفياض «الحكومة ضرب الإرهاب بيد من حديد وانزال القصاص العادل بحق المجرمين لأن دماء العراقيين عزيزة». وزاد ان «على الحكومة تطبيق الدستور، لا سيما ما يتعلق بالمذاهب. وعلى الحكومة تصحيح المناهج الدراسية لا سيما في مادة الدين واللغة العربية وان يترك الطالب وما يعتقد به وبتاريخ مذهبه وان لا يفرض عليه شيء، اذ ان الطائفية هي فرض مذهب على مذاهب اخرى».