باريس، فرانكفورت - رويترز - استبعد رئيس البنك المركزي الأوروبي جان - كلود تريشيه، في مقابلة مع إذاعة «أر تي ال» الفرنسية، أن تسبب اجراءات التقشف ركوداً في منطقة اليورو، وأكد ان العملة الأوروبية لا تواجه أزمة. وطالب حكومات «منطقة اليورو» بتقدير مستويات مستهدفة للعجز وتطبق العام المقبل. وأضاف ان عجز المنطقة سيكون في العام المقبل، أقل منه في الولاياتالمتحدة واليابان، وأن الاقتصادات الناشئة ذات الفوائض الضخمة يجب أن تعمل بنشاط على زيادة مرونة سعر صرف عملاتها، مستغرباً الحديث عن «حرب عملات» ومؤكداً ان هذه الفكرة «لا تعكس تفكير البنوك المركزية». ولفت إلى ان «أوروبا تحتاج إلى قفزة كبيرة إلى الأمام في ما يتعلّق بالحوكمة لكن مشاكل الموازنة التي تواجه منطقة اليورو في الوقت الراهن سيجرى تصحيحها». وأوضح ان البنك المركزي الأوروبي يشجع حكومات منطقة اليورو على اتخاذ إجراءات مالية «تتناسب مع التحديات التي تواجهها المنطقة». وكان المركزي الأوروبي قاوم اول من أمس ضغوطاً للالتزام ببرنامج كبير لشراء السندات، لاحتواء أزمة الديون الأوروبية. وأشار تريشيه أمس الى ان البنك قرر خلال اجتماعه الشهري الإبقاء على أسعار الفائدة من دون تغيير، مع توسيع شبكة سلامة السيولة لمساندة المصارف الأوروبية المتعثّرة. ولم يرد في تعليقاته ذكر لتعزيز برنامج شراء السندات الحكومية على رغم الدعوات، بعد أن فشلت خطة انقاذ بقيمة 85 بليون يورو (113 بليون دولار) قدمها الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي لإرلندا في تهدئة مخاوف من أن البرتغال وإسبانيا قد تحتاجان الى انقاذ. وقال: «أؤكد اننا في حالة يقظة دائمة ونتابع عن كثب الوضع في الأسواق». وفي اشارة الى سياسة شراء السندات التي بدأها البنك بعد خطة انقاذ اليونان في أيار (مايو) الماضي، اكد تريشيه ان «برنامج سوق الأوراق المالية مستمر». ويشكك اقتصاديون في مستقبل اليورو بسبب أزمة الديون السيادية، ويخشون من امتداد العدوى الى آسيا والولاياتالمتحدة. وكان رئيس صندوق النقد الدولي دومينيك ستراوس-كان الذي يقوم بزيارة للهند، أشار الى ان الوضع في اوروبا «خطير» وأن الصندوق مستعد لتقديم المساندة المالية والفنّية للدول المتعاملة معه، إذا دعت الحاجة. وأكد زعماء الاتحاد الأوروبي ان «اليورو لن ينهار» ونفوا تقارير تفيد بأنهم سيدعون الى قمة خاصة مطلع الأسبوع المقبل لبحث الأزمة. وقال وزير الاقتصاد الألماني راينر برودرله: «هناك فرصة جيدة لا تحتاج لشبونة ومدريد للإنقاذ». وأوضح ان «السيولة الإضافية وحدها لن تحلّ مشاكل أوروبا، وأن طبع النقود بشكل دائم ليس الحل، وأن مطابع النقود لا يجب أن تسقط في ايدي السياسيين».