قبل سنوات كان مفهوم السيارة الأساسي أخذ شخص واحد إلى العمل خمسة أيام في الأسبوع وتوفير مساحة كافية في الصندوق الخلفي لنقل أغراض التسوّق الكافية لفترة أسبوع ومقاعد كافية لنقل أسرة صغيرة إلى ساحل البحر لقضاء عطلة نهاية الأسبوع. وفي الفترة الأخيرة، تطورت سيارات السيدان وما يسمى بسيارات «ايستيت» إلى فئة الهاتش باك والسيارات المتعددة الأغراض والسيارات الرياضية المتعددة الاستخدامات، وحالياً فئة «الكروس أوفر»، وصممت كلها لقطاعات خاصة من السكان. لكن، لم يكن هناك سيارة تلبي الحاجات الخاصة للأشخاص. صممت «نيسان تاون بود» لتوفر حلاً للتنقل منعدم الانبعاثات من أجل الجيل الجديد من أصحاب الأعمال. وهي مركبة من فئة ال «فان» تفتح صفحة في عالم السيارات مرنة الاستخدامات وأنيقة الشكل، وتقدم أيضاً حلول السيارات الكهربائية لأعداد كبيرة من العملاء. إنها باختصار سيارة ذكية للأشخاص من أصحاب المتطلبات الكثيرة والاستثنائية. تقدّم «نيسان تاون بود» منصة بسيطة يمكن المستخدم تكييفها لخدمة حاجاته الشخصية، إن كان موسيقياً يريد نقل معدّاته من مكان إلى آخر أو صاحب محال للأطعمة يريد توزيع منتجاته أو معمارياً يريد نقل رسومه إلى مكاتب عملائه. يمكن كل هؤلاء استخدام مقصورة السيارة كما يريدون من خلال أكسسوارات من نيسان أو من طرف ثالث. ويشمل التصميم الخارجي ل «نيسان تاون بود» عناصر عدة مألوفة، ولكنها مختلفة في الوقت ذاته. تستخدم السيارة التقنية المنعدمة الانبعاثات التي نجدها في سيارة «نيسان ليف»، وتوجد نقاط الشحن في مقدم السيارة خلف غطاء يرجع الى الخلف آلياً ويبدو مضاءً من الخلف حيث إن محيطه مصبوغ باللون الأزرق «الكهربائي»، ما يعكس تناسقاً لونياً رائعاً كون هيكل السيارة مصبوغاً باللون الأبيض. ونرى هذا اللون الأزرق خلف مقابض الأبواب ولوحة الأرقام وقضبان العجلات المصنوعة من سبائك المعدن، وفي أماكن المصابيح الرئيسة. ولا تحتاج السيارة لتعرّف نفسها على أنها سيارة كهربائية، فهي توحي لمن يراها وبكل قوة أن لها خواصّ صديقة للبيئة ومميزات اقتصادية. وتعكس المصابيح الرئيسة فلسفة «نيسان تاون بود» في دمج النواحي العملانية بالمظهر الجميل عند اغلاق الأغطية الزرقاء وفتح المصابيح الرئيسة، بينما يسهّل الموقع الخارجي للصناديق التي تحتوي على المصابيح عملية الصيانة الأساسية. وفي شكل مشابه، الدهان القريب من اللون الفضي فوق مصابيح الإشارة ليس لمجرد الزينة، فالسطح الذي يشبه المرآة يحول مصابيح الإشارة إلى عاكسات حديثة عندما لا تكون في حالة التشغيل. أما الوضعية «الإبداعية» للمصابيح الرئيسة فتجعل غطاء المحرك شبيهاً بغطاء المحرك في سيارات الكوبيه وليس بعيداً من ناحية الشكل عن سيارة نيسان Z. وتمنح المركبة هيئة حادة مع الزجاج باللون الأزرق الذي يذكرنا بنيسان Cube، بينما تذكرنا أبعاد الهيكل بمركبات فترة الخمسينات من القرن الماضي. تتميز السيارة بملامح سيارات ال «فان» حيث يُفتح البابان الخلفيان في شكل منفصل. وفي الجزء الخلفي مصابيح على الجانب الأيمن ومكان وضع لوحة الأرقام على الجانب الأيسر، ومقبض الباب الخلفي موضوع في منطقة السطح المحدّب. وإذا نظرنا إلى السيارة من الأعلى نجد تدفق بصمة القدم المستطيلة على مساحة كبيرة لتتصل بالسقف البيضوي، ما يمنح السيارة خطوطاً رزينة، اضافة إلى الفعالية الايروديناميكية المعززة. وصممت المصابيح الخلفية لتعكس الضوء وكأنها جواهر عندما لا تكون في حالة الاستعمال، وتلمع بدلاً من مجرّد الإشعاع عندما تكون مضاءة. وتتيح المفاصل «الإبداعية» للأبواب الخلفية إمكان الفتح السهل بالانزلاق السلس. وتفتح الأبواب في مساحات مقيّدة وتطوى على جانب السيارة لئلا تعوق حركة السير أو المشاة. وبما أن المصابيح الخلفية متموضعة في البابين الخلفيين، هناك مجموعة ثانية من مصابيح الوضعية والإشارة في العتبة السفلية للأبواب. أما فتحة السقف التي تعمل وكأنها فتحة تقليدية، فقد وضعت فوق منطقة الأغراض مباشرة، ما يمكّن السائق من وضع أغراض طويلة داخل السيارة. مقصورة أنيقة تتواصل فكرة أن الشكل السهل يتبع النواحي العملانية في سيارة «نيسان تاون بود». فمنطقة الأمتعة والمساحة المخصصة للركاب ولوحة التجهيزات المركزية مرتبة في شكل مميز. ولا يعني كون المقصورة الداخلية مفعمة بالنواحي العملية أنها غير جميلة، فعلى العكس تماماً، نرى المقصورة في غاية الأناقة ويستمتع السائق فيها بعجلة القيادة السهلة التي تتركز فيها اللمسات المستقبلية وأدوات تشغيل المصابيح والمساحات. وفضلاً عن هذه الأدوات المميزة بجمالها وبساطتها، لا نرى في لوحة التجهيزات المركزية أي أزرار ميكانيكية، وتختار الحركة إلى الأمام والخلف باستخدام عصا التحكّم السهلة على الجانب الأيمن من قاعدة مقعد السائق. ويتم الوصول إلى أدوات التحكم والملحقات وتشغيل الوسائط الرقمية من خلال شاشتين رقميتين رُكّبتا في الوسط. ويلعب جهاز العرض العلوي دور لوحة الأدوات، ويعرض سرعة السيارة وحالة البطارية والمسافة المتبقية لقيادة السيارة، ونظام الملاحة عبر الأقمار الاصطناعية. كما جهز النظام بتقنية بلوتوث اللاسلكية، ما يتيح امكان التواصل مع جهاز المساعد الرقمي الشخصي. ويلفت ماساتو أنو، كبير مصممي المنتجات في نيسان، إلى أن «أشخاصاً كثراً باتوا يبرمجون وحدة الملاحة مع رقم هاتفهم وتفاصيل أخرى ما إن يستقلوا سياراتهم. هذه الخطوة غير ضرورية في «نيسان تاون بود» حيث تتواصل السيارة مع خاصية البرامج في جهاز المساعد الرقمي الشخصي الخاص بالسائق لمعرفة مكان وجودك وزمانه. وتبعاً لذلك، لا يرتّب النظام المسلك إلى موعدك التالي فحسب، بل يُعدّ أيضاً خطة لكل مواعيدك في ذلك اليوم. وفي حال وجود أي اختناقات مرورية، على سبيل المثال، أو احتمال تضارب موعد مع آخر، تُنبهك السيارة لتتخذ ما تراه مناسباً من خطوات. كما يمكن السيارة أن تقترح أكثر الأوقات والأماكن راحة لك لإعادة شحن بطاريات الليثيوم-ايون». أما اللوحة السفلية التي تعمل باللمس فتقدم أدوات التحكم لنظام الملاحة وتتيح للمستخدمين أداء عملية فحص النظام على كامل السيارة وتشغيل النظام السمعي. كما جهّزت «نيسان تاون بود» بتقنيات متطابقة مع أي اجهزة موسيقية تظهر في المستقبل. وبما أنه يمكن هذه السيارة أن تتصل لاسلكياً بجهاز المساعد الرقمي الشخصي لدى السائق، يمكنها أيضاً أن تتواصل مع التشكيلات الموسيقية الشخصية لركاب السيارة، أو أي جهاز آخر يستخدمونه لاستقبال شارة الانترنت. لذا طوّرت آلية The Puck داخل السيارة. وصول سهل ليس هناك ما يعوق الوصول إلى منطقة الأمتعة من الخلف بفضل البابين الخلفيين الابداعيين، بينما تعني الفتحات على الجانبين أن الأحمال المتعبة أو الأطفال المشاغبين يمكن وضعهم في السيارة بسهولة عند الجانب. الأبواب عريضة للغاية لأنه لا يوجد عامود B بين البابين الأماميين بالمفصل التقليدي والبابين الجرارين في الخلف، مع آلية القفل للبابين الأماميين الموضوعة في الطرف الأمامي للبابين الخلفيين. وفي المقعد الخلفي خدعة جميلة في تصميمه: ليس غريباً أن نجد المقاعد الخلفية التي تجرّ وقد طُويت، ما يمكّن الركاب من تحديد مساحة الأقدام أو المساحة المخصصة للأمتعة. ويمكن طي المقعد الخلفي وجرّه بفضل التصميم المرن للمقاعد ليصبح وراء المقاعد الأمامية، ما يحرر المساحة المسطحة كلياً في الخلف لتحميل الأغراض الكبيرة الحجم. ويتعزز الدمج بين الأسلوب الأنيق والمقصورة الاحترافية مع قدرات تحميل الأمتعة والبضائع من خلال استخدام الجلد الصناعي المدبوغ والطري في المقدمة، والنسيج الأزرق الخفيف والمتين في الخلف. ويعكس اللون الأزرق قدرات «نيسان تاون بود» الاحترافية، بينما يذكرنا اللون الأصفر بأن مستخدم السيارة يمكنه الاستمتاع بها للترفيه والتسلية أيضاً. صممت «نيسان تاون بود» للاهتمام بحاجات أصحاب الأعمال في العالم، ولكن جمالها ونواحيها العملية ستعجب كثيرين ومنهم عائلات تبني بيتها الأول أو متقاعدون يحولون هواياتهم إلى أعمال تجارية. وبمعنى آخر، انها ستناسب أي شخص يريد تجهيز السيارة لتلائم قدراتها ومميزات مركبات ال «فان» فيها، فضلاً عن روعة مكان السائق المصمم لاستشراف المستقبل وليس لمجرد تلبية الحاجات الحالية.