اعتبرت رئيسة مركز الأبحاث في مركز الملك فهد الوطني للأورام بمستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض الدكتورة خولة الكريع، العلاقة بين الاستثمار في مجال الأبحاث العلمية ونسبة الوعي والإدراك «طردية». وقالت رداً على سؤال ل «الحياة» إن «أميركا تسجّل أرقاماً قياسية في تقدّم العلاج، ونحن في المملكة بعد الانحسار الاقتصادي الذي شهده العالم، والأزمات المالية التي عصفت به، تأثر تمويل البحوث وهذا ينطبق على الدول المتقدمة، وليس على المملكة فقط ، ولكن تمويل البحوث في السعوديج يعتبر مرتفعاً مقارنة بدول أخرى. وأضافت الكريع، في تصريح أدلت به على هامش مشاركتها في حفلة الاستقبال السنوية لسيدات الأعمال في «غرفة الشرقية» مساء أول من أمس، أن «عدداً من الشراكات تعقد مع أميركا والدول الأوروبية في مجال التدريب والتبادل العلمي للخبرات»، موضحة أن «أبحاثاً عدة تجريها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، لتقليص كلفة علاج مريض السرطان، الذي تُنفق عليه ملايين الريالات، ونأمل بأن تنخفض نسبة الإصابة في المملكة عبر الوعي والوقاية، وإيجاد علاج مبكر من خلال البحوث العلمية، وبهذا نكون حققنا أكبر استثمار في تاريخ البشرية». ونوّهت إلى ضعف الاستثمار النسائي في البحوث العلمية، لأن «النتائج في المجالات الطبية عموماً تحتاج إلى مدى طويل، والمردود الربحي فيها ضئيل». وأشارت الكريع، في حضور حرم أمير المنطقة الشرقية الأميرة جواهر بنت نايف، إلى «قِصَر الفترة بين حصول المرأة السعودية على حقها في التعليم ووصولها إلى أعلى الدرجات العلمية»، موضحة أن «المرأة السعودية تشكّل 60 في المئة من عدد المنتسبين إلى الدراسات العليا، و41 في المئة من حملة الماجستير، و44 في المئة من حملة الدكتوراه، والاستثمار في المرأة في الشرق الأوسط عموماً والسعودية خصوصاً حاجة اقتصادية عظمى». وطالبت بأن تكون المرأة من ضمن «الشركاء الحقيقيين في التطوّر العالمي، لتكون لها بصمة واضحة في عالم التقدّم، فعمل المرأة ومشاركتها في التنمية خيار استراتيجي لا بد منه»، مشيدة بالدور الذي تقوم به المرأة في «تنوّع المهن والوظائف، وممارستها مهناً كانت حكراً على الرجال». وتابعت تقول: «المرأة السعودية تمكّنت من الموازنة بين تعاليم دينها وأسس ثقافتها، ومتطلبات الحياة العصرية، واستطاعت تفعيل دورها وتطويره وتوسيعه ليشمل القطاع الاقتصادي». وأشارت الكريع إلى ما يشهده العالم من حال «انحسار اقتصادي»، مضيفة أنه «في الوقت الذي يعاني فيه عدد من الجامعات والمؤسسات من تقلّص في الموازنات السنوية، نشاهد توسّعاً شاملاً في الجامعات السعودية، التي تمكّن المرأة من الحصول على أعلى المستويات العلمية». وخاطبت الكريع النساء والقيادات اللاتي حضرن الحفلة، مؤكدة ضرورة أن «تؤمن المرأة بنفسها، وبقدرتها على المنافسة والمشاركة، فالثقة بالنفس تنعكس على عملك وعطائك»، مردفة: «احترمي الرجل، ولا تنظري إليه على أنه منافس لك، أو عائق في مجال عملك، بل أحبيه، وانظري إليه على أنه شريك لدربك». واستعرضت مديرة مركز سيدات الأعمال هند الزاهد، في كلمتها، إنجازات المركز، وكيفية دعم المرأة، وأهمية تطوير المهارات من خلال الدورات التدريبية التي قدمها المركز. وتم تكريم الفائزتين بجائزة «أفضل منشأة واعدة»، وهما نورة المقطيب وآلاء الحريري.