واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب – حضّ خمسة وزراء خارجية جمهوريين أميركيين سابقين، الجمهوريين في الكونغرس امس، على تأييد المصادقة على معاهدة «ستارت2» المبرمة مع روسيا لخفض الاسلحة النووية الاستراتيجية، محذرين من ان رفضها قد يؤثر على الدور الذي تؤديه موسكو في شأن ايران وكوريا الشمالية وأفغانستان. موقف وزراء الخارجية الخمسة، وهم هنري كيسنجر وجورج شولتز وجيمس بيكر ولورنس إيغلبرغر وكولن باول، جاء في مقال مشترك نشرته صحيفة «واشنطن بوست» امس، اعتبروا فيه ان «الأمر الأكثر اهمية، يتمثل في نيل تأييد من الحزبين للمعاهدة، كما حصل مع معاهدات سابقة للتسلح النووي». وأضاف المقال: «نعتقد بوجود اسباب مقنعة، ليساند الجمهوريون المصادقة على المعاهدة». وشدد على ان «الرؤساء الجمهوريين قادوا لفترة طويلة، النضال الحاسم لحماية الولاياتالمتحدة من أخطار نووية». ويبدي الجمهوريون في الكونغرس، وفي مقدمهم السناتور جون كيل، معارضة شديدة للمصادقة على المعاهدة، معربين عن خشيتهم في شأن تحديث الترسانة النووية الاميركية، وضمان ألا تتدخل المعاهدة في تطوير أنظمة دفاع صاروخي اميركية، أو أنظمة تسلّح تقليدية. وأكد وزراء الخارجية الخمسة، ان المعاهدة تعالج تلك المخاوف، وأشادوا بحرص كيل على ضمان تمويل تحديث الترسانة الاميركية. وجاء في مقالهم: «لدينا اتفاق هو في وضوح، في مصلحتنا القومية». وحذروا من تأثير احتمال عدم المصادقة على المعاهدة، على العلاقات بين موسكووواشنطن، مذكرين ب «الحاجة الى تعاون روسيا، اذا أردنا تحقيق تقدم في كبح البرنامجين (النوويين) الايراني والكوري الشمالي». كما لفتوا الى الحاجة الى روسيا، في «تحسين الوضع في افغانستان»، ومواجهة «الارهاب الدولي». وشارك شولتز وبيكر وكيسنجر، في 18 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، في اجتماع في البيت الابيض استهدف الضغط على الجمهوريين في مجلس الشيوخ، لم يؤدِ الى نتيجة. وزار باول الرئيس باراك اوباما في البيت الابيض، مؤكداً «مساندته تماماً هذه المعاهدة». وقال: «آمل بأن يتحرك مجلس الشيوخ سريعاً». وبرر باول الذي كان رئيس أركان الجيوش الاميركية، موقفه بخبرته العسكرية وفي مجال الحد من الاسلحة، مؤكداً ان المعاهدة لا تضعف الامن القومي الاميركي، بل تعزّزه. أما اوباما فاعتبر ان «العالم سيكون مكاناً اكثر خطورة للعيش، اذا كان هناك غموض في شأن الاسلحة النووية». وقال: «العلاقات والثقة التي بنتها معاهدة ستارت الجديدة، تشمل مسائل كثيرة أخرى تتّصل بالأمن القومي، وتكتسي أهمية حيوية بالنسبة الى أميركا». لكن النواب الجمهوريين في مجلس الشيوخ، وجهوا رسالة الى زعيم الغالبية الديموقراطية في المجلس هاري ريد، تعهدوا فيها عرقلة كلّ مشروع لا يأخذ في الاعتبار اولوياتهم. وجاء في الرسالة: «ثمة مواضيع اخرى تستحق الاهتمام في مجلس الشيوخ، لا يمكننا ان نوافق على اعطاء الاولوية الا للقضيتين الحاسمتين: تمويل الحكومة وزيادة الضرائب التي تقضي على الوظائف». وعلّق ريد على الرسالة، مؤكداً ان «لا جديد فيها».