كغيري من المنتميات للتربية والتعليم سعدنا وفرحنا لاختيار نورة الفايز من المقام السامي، نائباً لوزير التربية والتعليم لتعليم البنات، كأول امرأة في بلدي لمنصب قيادي مهم منذ نشأته حتى الآن، لثقتنا أنك خرجت من رحم تعليم هذا الوطن، وبالتأكيد أنت تعلمين المعاناة التي تعانيها المنتميات للتعليم... لكن لأقرأ عليك هذا الخبر: «دورية تايم الأميركية اختارت النائبة نورة الفايز للمركز ال «11» بين القياديين المؤثرين في العالم»، مضى على تعيين النائبة في مركزها الحالي أكثر من عامين. أسال وزيرتنا وبكل صدق وشفافية، ومن القلب إلى القلب: هل العالم الخارجي الذي تبوأتي فيه المركز ال «11»، متقدمة على رؤساء دول نووية، يعرفك أكثر منا نحن أبناء جلدتك؟ من أين أصبحت النائبة أهم الشخصيات المؤثرة في العالم؟ عزيزتي الفائز: أنا أنتمي للتعليم الذي ترأسين الهرم فيه، ولكني بصدق لا أعرفك؟ كيف تعرفك دورية «التايم»؟ ومن صوَّت لك فيها أكثر مني ومن أي منتمية لوزارة التربية والتعليم؟! عزيزتي الفائز: لا يهمنا شهرتك في الإعلام الخارجي بقدر ما يهمنا أن نرى وزيرتنا تجوب مدارس وزارة التربية والتعليم لقطاع تعليم البنات (المكان الذي أؤتمنتي عليه)، وأن تستمعي بنفسك لمشكلات التعليم، وتلمسي حاجة مدارسنا، ابتداءً من المبنى المدرسي، ونهاية بضجر الميدانيات من عدم وضع اليد على معاناة المدرسة من إهمال في الصيانة، ونهاية باختيار حرّاس ومستخدمات هرِمات في السن، ما يجعلنا في المدارس مديرات، وفي الوقت نفسه معلمات للنقص الحاد في الكادر التعليمي، وفي الكثير من الأحايين عاملات نظافة في آن واحد، بما تعنيه هذه الكلمة من معنى! هل مررتِ على كل مدرسة في كل مدينة وقرية؟ هل كان بأحد جداولك زيارة غير مرتب لها، وغير معروفة الوقت، ولا يعرف بها الإعلام ويكتب عنها، إلا بعد وقوع الزيارة؟ أنا من الذين يتمنون رؤيتك على الطبيعة وبشكل مفاجئ بمدرستي لترين سير العمل والمبنى المدرسي (وهو العمل المهني لأي وزير ومسؤول)، وأن تتجولي بمدينتي الشمالية، كما تتجولين بالمحافظات القريبة من مقر إقامتك ومقر عملك. فأنت وزيرة لكل بنات الوطن، كما أفهم، فمن حقنا عليك أن تزورينا في كل مكان وحيثما كنا بالمناطق الشمالية أو الجنوبية أو الغربية لتثبتي لنا أنك وزيرة الكل في تعليم البنات وليس وزيرة لمناطق في مدن معينة قريبة من منطقة سكنك. فأنا في التعليم لا أعرفك وزميلات كثر لم يحصل لهن شرف ذلك، ودورية التايم الأميركية تعرفك أكثر مني ومن المنتميات للتعليم، وهذا يغيظني أكثر فأكثر يا وزيرتنا، إن كنت بحاجة لترتيب جدول زيارات موزعة على العام الدراسي، فباستطاعتي عمل ذلك تطوعاً مني! لكني أناشدك باسم كل من تنتمي للتعليم في كل مدارسنا، لا تكوني وزيرة للتلميع الخارجي، وكوني وزيرتنا وحدنا فقط، بعدها إن عرفتك «التايم» وأخواتها فلا يهمنا أن تصدرتي جداول بياناتهم، وتجاوزتي أوباما أو ساركوزي! الأهم أنك نجحتِ معنا وبنا. [email protected]