اتفقت الشركة السعودية للبتروكيماويات «سابك»، مع شركة ساينوبك الصينية على ثلاثة مشاريع جديدة تصل قيمتها 15 بليون ريال، سيكون اثنان منها في الصين، أحدهما توسعة لمشروع «تيانجين»، والآخر مشروع للبولي كاربونيت، والمشروع الثالث سيكون في السعودية. وقال رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للبتروكيماويات «سابك» الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود أول من أمس، أن شركة ساينوبك أحد الشركاء الاستراتيجيين لشركة سابك، وهناك مشروع مشترك ناجح في تيانجين، ويعمل الجانبان على مزيد من المشاريع. في إطار التوسع في الأعمال والاتفاق الذي وقعته «سابك» مع الشركات الصينية وعلى رأسها شركة ساينوبك، كشف رئيس شركة سابك خلال مقابلة أجرتها وكالة أنباء شينخوا الصينية معه، أن الشراكة مع شركة ساينوبك ستكون في 3 مشاريع، اثنان منها في الصين، أحدهما توسعة لمشروع تيانجين، والآخر مشروع للبولي كاربونيت، وهناك مشروع ثالث في السعودية. وأوضح الأمير سعود بن عبدالله أن إجمالي الكلفة الاستثمارية للمشاريع الثلاثة ستصل إلى 15 بليون ريال (نحو 4.05 بليون دولار) وجميع المشاريع على وشك انطلاق عمليات التنفيذ. وأضاف أن سياسة الشركة في تمويل مشاريعها الجديدة هو المزج بين التمويل الذاتي والحصول على قروض بنكية، إلا أن المشاريع الجديدة لن يتم طرحها في البورصات نظراً إلى أنها ضمن مشاريع الشركة وليست شركات جديدة. وفي ما يخص مشروع الشركة مع شركة شنهوا نينغشيا لتحويل الفحم إلى كيماويات، أشار إلى أن المشروع على وشك الانتهاء من الدراسات الخاصة به للبدء في التنفيذ مباشرة. وشدد أن شركته لديها طموح لمزيد من النمو في الأسواق على رغم التحديات التي تواجهها الاقتصاديات في العالم أجمع، وعلى رأسها تباطؤ النمو العالمي. وقال إن صناعات البتروكيماويات تحتاج إلى تطوير المنتجات لتتوافق مع متطلبات السوق، ومن يمتلك التقنية يستطيع أن يستثمر في مجال البتروكيماويات، وسابك تمتلك أكثر من 22 مركزاً في مختلف دول العالم. وأضاف مسؤول الشركة أن مركز شانغهاي من أهم المراكز التي تعتمد عليها الشركة لأن السوق الصينية كبيرة جداً ومتطلباتها واسعة للغاية، وكلما كانت الشركات قريبة من المستهلك فهذا يحقق المزيد من النجاح في الأسواق لتطوير المنتج. وتابع أن شركة «سابك» حرصت على وجود مركز أبحاث شانغهاي في الصين لوجود الكوادر الصينية القادرة على العمل به، بما يطور المنتجات للتوافق مع حاجات السوق مثل صناعة السيارات والبلاستيك وجميع أنواع الصناعات. وأشار إلى أن التوسع في مراكز الأبحاث يكون استجابة لحاجات السوق، وما يمكن أن يضيف للشركة ويوفر للشركة أسواقاً جديدة ومنتجات جديدة يمكن إنتاجها. واستطرد بأن «سابك» بدأت محلياً في السعودية وانطلقت إقليمياً ثم عالمياً، وهو ما استدعى خلق الوسائل المساعدة للنجاح والنمو، وكلما كان هناك نمو سيكون هناك توسع في إنشاء مصانع جديدة ومراكز جديدة للأبحاث. وحول تأثر الشركة بسياسة تغير هيكل الطاقة التي تتبعه الصين والاعتماد بشكل أكثر على الطاقة المتجددة، قال: «إن العالم أجمع يحاول التنوع في مصادر الطاقة الخاصة به ولا يكون الاعتماد على النفط فقط بسبب نمو عدد السكان، إضافة إلى الحفاظ على البيئة وتقليل الكلفة». وتابع أن شركة سابك تستخدم أعلى التكنولوجيا في مصانعها للحفاظ على البيئة وتقليص الهدر في الطاقة بما يتناسب مع سياسات الصين في تعديل هيكل استخدام الطاقة لديها، لافتاً إلى سعي الشركة الدائم للتوافق مع معايير البيئة. وفي ما يخص مبادرة الحزام والطريق ورؤية السعودية 2030، قال رئيس شركة سابك: «إن مبادرة الحزام والطريق الصينية بداية طموحة لربط العالم تجارياً واقتصادياً بما يحقق منافع ومصالح الجميع، والسعودية موقع مهم على خريطة المبادرة لربطها 3 قارات، إضافة إلى وقوعها عند واحد من أكبر الممرات المائية، كما أن لدى السعودية موانئ على أعلى مستوى يمكن الاستفادة منها ومن مواقعها الاستراتيجية». وتابع أن السعودية رحبت بالمبادرة بما يحقق مصالح الجميع ووقعت خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود إلى الصين عدداً من الاتفاقات لتعزيز الشراكة، كما أن العالم كله حالياً يعمل على أن يكون الاقتصاد والمصالح المشتركة هي محور العلاقات لخير العالم والشعوب بدلاً من الحروب.