على وقع هتافات «ضد الضرائب يا مجلس... ضد التجويع يا مجلس»، «يا نائب ويا وزير شو ما صار وشو ما يصير الثورة جايي عالتغيير» التي أطلقها مئات المتظاهرين الذين ساروا من أمام مصرف لبنان في الحمراء أمس باتجاه جمعية المصارف في قلب بيروت، صوّب الأمين العام للحزب «الشيوعي» حنا غريب سهامه على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة متهماًِ اياه بمحاباة المصارف، ف «بدلاً من أن تكون الضرائب التي شملت رفع الضريبة على القيمة المضافة إلى 11 في المئة لقاء تمويل سلسلة الرتب والرواتب من الحسابات المصرفية فلتكن من الأرباح المصرفية». وردد المشاركون في التظاهرة من أساتذة في التعليم الرسمي و«قطاع الطلاب في الحزب «الشيوعي» والحراك المدني وعائلات مع أطفالها. والذين نزلوا الى الشارع «ضد الضرائب الجائرة التي فرضها مجلس المحاصصة»، كما قال معظمهم ل «الحياة»، ذاكرين أن «سلامة أعطى المصارف في إطار هندسته المالية أرباحاً تقدر بخمسة بلايين ونصف بليون دولار، و950 بليون ليرة مساعدات لجمعيات وهمية تملكها زوجات سياسيين»، عدا عن مساعدات اخرى يمكن ان تغطي كلفة السلسلة. تحرك الأمس ليس تظاهرة منظمة، يقول خضر سلامة أحد المشاركين «لكن مكانه هو المقصود، نصوّب احتجاجنا ضد مصرف لبنان الذي هو مكمن الخلل، فعندما نرفع ضريبة بدل خدمات مقدمة، نسمي هذا الأمر خوات وليس ضرائب، فحاكم هذا المصرف يوزّع العائد الضريبي إلى كل أدوات النصب اليومية الوزراء والنواب». الهتافات كانت تعلو أمام المصرف، فيما غريب كان يلقي كلمته الاحتجاجية، وآخر يحمس المتظاهرين، والمعلمون أخذوا جانبًا فى حوارات جانبية مع الشباب المعتصم، معتبرين أن «تمويل السلسلة لا يقوم بفرض الضرائب على الفقراء». وقالت وفاء قشور إن «القصة مش رمانة بل قلوب مليانة، فالشعب فاض به الكيل أمام سلطة تستنزفه حتى الموت جوعاً أو هجرة، وسياسيو لبنان يتسابقون على مفاهيم السرقة تحت عنوان زيادة الضرائب». وبعد ساعة من الاعتصام أمام المصرف حيث قطعوا الطريق سار المتظاهرون باتجاه جمعية المصارف بمواكبة قوى الأمن الداخلي.