واصلت «هيئة التنسيق النقابية» في لبنان تنفيذ اعتصاماتها المتنقلة احتجاجاً على عدم احالة سلسلة الرتب والرواتب على المجلس النيابي. وتجمع المحتجون من معلمي وموظفي القطاع العام امام «ادارة المناقصات» ونفذوا اعتصاماً، وبعد الظهر حوّل المعلمون عيدهم الى «يوم غضب» في قصر «يونيسكو» انضم اليهم وزراء ونواب اعلنوا تضامنهم مع التحرك، ما دفع بأحد المعلمين الى اعتلاء المنبر الخطابي وتذكير السياسيين بأن «هذا ليس مهرجاناً انتخابياً وشبعنا غزلاً واذا كنتم معنا فلماذا لا تحيلون السلسلة الى المجلس النيابي وهل يعني ان من ضدنا هو فقط رئيس الحكومة؟». وسارع رئيس هيئة التنسيق حنا غريب الى امتصاص نقمة المعلم مؤكداً من على المنبر نفسه ان «الوزراء والنواب اخواننا منا وفينا». وكان غريب وقبل ساعات وفي اعتصام امام ادارة المناقصات حمل على الحكومة وعلى الهيئات الاقتصادية في كلمته، معلناً ان الاثنين المقبل يوم «الهبّة الواحدة، يوم تحالف الاساتذة والطلاب في المدارس والثانويات»، وفي المقابل زار رئيس «الهيئات الاقتصادية» عدنان القصار رئيس الجمهورية ميشال سليمان وقال انه نقل «موقف الهيئات الرافض إقرار مشروع السلسلة في هذا الظرف بالذات نظراً لمفاعيله الكارثية على البنية الأساسية للاقتصاد اللبناني». وأشار القصار الى ان البحث تطرق إلى العلاقات اللبنانية - الخليجية، «وناقشنا مسألة التحذير الذي أطلقته دول مجلس التعاون الخليجي إلى لبنان، ودعيت الرئيس إلى الحفاظ على أفضل العلاقات مع الأشقاء العرب، ولا سيما الدول الخليجية، نظراً للمفاعيل والمحاذير التي سنواجهها من جراء أي قرار تتخذه البلدان الخليجية تجاه لبنان، إن على الإقتصاد اللبناني اذ تشكل البلدان الخليجية المنفذ الإقتصادي الأول للبنان، أو على صعيد اللبنانيين العاملين في البلدان الخليجية». الاعتصام ورأى غريب في كلمته في الاعتصام انهم «لا يريدون احالة السلسلة، هذا قرارهم وموقفهم اما الحجج فلا علاقة لها بالموقف الحقيقي، الرئيس ميقاتي يقول عندما التزمنا كانت نسبة النمو 5 في المئة اما اليوم بعد 7 اشهر فأصبحت واحداً ونصفاً في المئة». وسأل: «من الآن حتى 21 الجاري هل سيصعد النمو الى 5 في المئة؟». وطالب ميقاتي بإحالة «السلسلة وصرفها وسترى النمو كم سيتصاعد». وتوجه الى «بعض الوزراء الذين يهددون الموظفين»، مسمياً وزير الصناعة فريج صابونجيان «الذي ذكر بالمادة 15 وهدد الموظفين بالصرف، وان الاضراب ممنوع وكذلك التظاهرات، واننا نخالف القانون «شوفو وين بعدو». وتوجه الى الهيئات الاقتصادية قائلاً: «يقولون ان من حقهم ان يعرفوا الارقام وهم يعرفونها جيداً، الاوراق والارقام بحوزتهم رقماً رقماً، كشفها البارحة وزير الطاقة في لائحة الضرائب اذ هناك ضريبة 2 في المئة على ارباح الفوائد المصرفية. هم يعارضون ويريدون تغييرها ويقفون حجر عثرة امام تحويلها، ندعوكم الى دفع ما يترتب عليكم للخزينة من غرامات على ارباحكم صدر بها تكليفات وتقدر بالفي بليون ليرة، اذهبوا وادفعوا قبل ان تتكلموا امام الرأي العام، ان غضب الموظفين والمعلمين في عيدهم لن ينقطع، بل سيستمر تصاعداً». وعصراً، احيا المعلمون عيد المعلم بتجمع في قصر الاونيسكو وتوالت الكلمات المتمسكة بإحالة السلسلة من دون اي تعديل . وشارك في الاحتفال وزيرا التربية حسان دياب والأشغال العامة غازي العريضي، وأكد الأول أن «دراسة السلسلة استدعت الكثير من التفكير، بحيث تم خلال الجلسات الحكومية دراسة 22 بنداً»، منوهاً ب «مدى حرص رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي على إقرارها». ولفت إلى أن «حدود الحرية عدم إضاعة العام الدراسي، كما أننا معاً في مركب واحد، ونعمل من اجل وطن واحد لبنان»، معلناً عن «تضامنه مع قضايا المعلمين». أما العريضي، فاعتبر أن «تجربة هيئة التنسيق مشرقة، وهي أمانة لتأكيد التوازن بالبلاد». ودعا إلى «إبداء الجدية في معالجة مسائل الناس وحاجاتهم وتوفير التمويل للسلسلة». وأكد عضو كتلة «التنمية والتحرير» النيابية علي بزي، حقَّ المحتجين بالسلسلة، فيما لفت عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» نوار الساحلي إلى أن المعلم «يبحث عن العيش الكريم، والمطالبة بالسلسلة ليس للترف، وكتلتنا النيابية تقول كفى إفقاراً للطبقة الوسطى في لبنان، وتجب إحالة السلسلة إلى المجلس النيابي، وليس هنالك غالب ومغلوب، ونحن معكم». وشكر عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي سيمون أبو رميا للمعلمين تحركهم «لأنكم تخرجوننا من العفن السياسي الذي نعيش فيه، نحن معكم ومع حقوقكم، لكن لا تقولوا عن الجميع إنهم فاسدون، أعطوا كل كتلة وتكتل حقه، ونحن معكم، تابعوا، وأدعوكم أن تذهبوا الى الهيئة العليا للإغاثة، فسبق أن مولت المحكمة الدولية». وانضم الى الخطباء ممثلون عن «المستقبل» والحزب «القومي» و«القوات» والحزب «الشيوعي».