قدمت حقوقية، للأمهات والمعلمات «صيدلية»، تحوي «أفضل الوصفات في التعامل مع المراهقات». وتضمن «الصيدلية» التي طرحتها اختصاصية قسم الطفولة في الفرع النسوي لهيئة حقوق الإنسان في المنطقة الشرقية أمل الدار، توجيهات عدة، دعت من خلالها الأم إلى محاولة «الضحك على سخافات ابنتها المراهقة». وحذرتها من القول لها «أنتِ لست طفلة». كما حذرتها من «التعليق على مظهرها، أو التذكير بأخطائها»، مطالبة إياها بأن «تحترم خلوتها، وفي الوقت ذاته تراقب سلوكها. ولا تنس أن تتركها تستمتع بالمسؤولية، وتشجعها على الحديث حول منجزاتها، وأن تتقبل أحلامها، وتحترم هواياتها، واهتماماتها، وأن تصادقها، وتحتضنها كثيراً، وأن تعلمها ضبط النفس». وتضمنت تحذيرات الدار، للأمهات والمعلمات أيضاً «اللجوء إلى تعنيف وتأنيب المراهقات لدى خوضهن في الحديث في موضوع لا يروق لهن، أو في حال قيامهن بمشاكسات داخل المدرسة»، مفضلة عوضاً عن ذلك العمل على «التوجيه من خلال حوار هادئ». كما حذرت الأم من «استغلال مكاشفات ابنتها، ومعرفتها بخبايا شخصيتها، في إيقاعها في الحرج، في أي موقف مستقبلي»، مشددة على أهمية «احترام آرائها أمام إخوتها، وعدم القيام بتعنيفها أمامهم مطلقاً، وأن تخصها في بعض الأوقات، بالخروج معها من دون سائر الأبناء». ومضت الدار، في توجيه عدد من النصائح للحاضرات، في ورشة عمل أقامتها الهيئة أخيراً، بالتعاون مع جمعية «العطاء الخيرية»، في مقر الأخيرة في القطيف، مطالبة الأم ب «تخصيص وقت للحديث مع ابنتها يومياً، وبخاصة حال اكتشافها بأنها ترافق فتاة ذات أخلاق سيئة، إضافة إلى محاولة إشراكها في بعض همومها ومشكلاتها، وأن تسترشد بآرائها». وتابعت بأن على الأم أيضاً «الحديث مع صديقات ابنتها، والسؤال عنهن دائماً، ومحاولة دعوتهن إلى المنزل، وتضييفهن وإكرامهن، إضافة إلى مناقشة البنت في بعض السلوكيات غير المقبولة، ومحاولة معرفة رأيها فيها»، مطالبة الأم، التي تلحظ على ابنتها تقليد الغرب فيما ترتديه، بأن «تراجع نفسها في كل من أسلوب التربية، ونظرتها إلى الغرب. كما يتوجب عليها أن تشرح لها مفهوم التقليد، وتوضح لها كيف أن المقلد إنسان عديم الهوية. وتناقشها في الأسباب التي جعلت مظهرها وسلوكها ومشاعرها تتغير، وتتوجه نحو الغرب». وحذرت الأم التي تعلم بأن ابنتها متعلقة في إحدى المعلمات، «من إظهار مشاعر الضيق من ذلك. بل عليها أن تخصص لها جزءاً من وقتها اليومي، وأن تدعوها إلى مرافقتها، في بعض الزيارات، وأن تصغي لها عندما تتحدث، وألا تصف حديثها بالتافه، أو مشاعرها بالفياضة، بل تستغل جميع ذلك في محاولة التوجيه والتغيير. وأن تحاول أن تتعرف على المعلمة أثناء زيارتها للمدرسة، وأن تعطي الفتاة، بعض المسؤوليات في المنزل، وتحملها مهام قيادية، لتزرع في نفسها الثقة، وتجعلها شخصية مميزة». ونبهت إلى مدى أثر «وسائل الإعلام والأغاني في إثارة مشاعر الحب والعواطف لدى المراهقات». وشددت على أهمية «تنمية هواياتها، ومحاولة اكتشاف طاقاتها الداخلية، وأن تثني عليها أثناء ممارستها لهوايتها، وأثناء وجودها مع صديقاتها، إضافة إلى العمل على توجيه حبها ليكون إيجابياً، ولا يكون مقتصراً على الشكليات فقط، بحيث تحب طريقة المعلمة في الحديث، أو ارتداء الملابس». كما دعت الأم إلى أن «تمسك مع ابنتها ورقة وقلم، كي تعدد الصفات الإيجابية لدى المعلمة التي تحب، فإن كانت تستحق، شجعتها على التخلق بها»، مشددة في الوقت ذاته على أهمية «منحها الكثير من وقتها، وأن تخصص لها ساعات تنفرد فيها معها، لتستمع إلى ما تقول». كما شددت على أهمية «اتباع خطوات منهجية في معالجة مشكلات المراهقة، لأنها خير من انفعال لا يجدي»، مطالبة بالحرص على «الهدوء، والتدبر والعلاج، والمصارحة ثم المكاشفة، وطرح بدائل». وأشارت إلى أن الهدف من إقامة ورشة «محطة اسمها المراهقة»، هو «توجيه الأمهات والمعلمات في المدارس المتوسطة والثانوية، وتوعيتهن بطرق التعامل الإيجابي مع الأبناء في سن المراهقة، وكيفية وضع حلول للتعامل مع مشكلات المراهقة بطريقة تربوية صحيحة ومساعدة الأبناء على اجتياز هذه المرحلة بهدوء وإيجابية».