نقلت وسائل إعلام رسمية في تركيا عن وزارة الداخلية قولها اليوم (السبت) إن السلطات التركية اعتقلت 740 شخصاً للاشتباه في صلتهم بحزب «العمال الكردستاني» المحظور على مدى الأيام الثلاثة الماضية. وقالت وكالة أنباء «الأناضول» الرسمية التركية، إن السلطات نفذت 36 عملية دهم على مدى الأيام الثلاثة وتمت مصادرة معدات ووثائق وأكثر من 12 مسدساً. وتواجه تركيا تهديدات أمنية سواء من جانب المسلحين الأكراد أو متشددي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الذين اتهمتهم السلطات بتنفيذ هجمات وتفجيرات عدة العام الماضي. ويعتبر حزب «العمال الكردستاني» الذي يسعى إلى الحصول على حكم ذاتي للأكراد منظمة إرهابية في تركياوالولاياتالمتحدة وأوروبا. وحمل الحزب السلاح للمرة الأولى في مواجهة الحكومة التركية في العام 1984. ومنذ ذلك العام قتل في أحداث عنف أكثر من 40 ألف شخص معظمهم من الأكراد. وتجدد القتال في جنوب شرقي تركيا الذي تقطنه غالبية كردية بعد أن انهار في 2015 اتفاق لوقف إطلاق النار بين الحكومة وحزب «العمال الكردستاني» استمر عامين ونصف العام. من جهة ثانية، قال رئيس «جهاز الاستخبارات الخارجية» (بي أن دي) في ألمانيا لمجلة ألمانية، إن الحكومة التركية لم تستطع إقناع جهازه بأن رجل الدين التركي المقيم في الولاياتالمتحدة فتح الله غولن كان وراء الانقلاب الفاشل في تركيا خلال الصيف الماضي. وقال برونو كال في حديث لمجلة «در شبيغل» نشر اليوم «حاولت تركيا إقناعنا بذلك على كل المستويات لكنها لم تنجح بعد». ورداً على ما إذا كانت منظمة غولن إسلامية متشددة أو إرهابية، قال كال إنها «منظمة مدنية تهدف إلى تقديم المزيد من التعاليم الدينية والعلمانية». وقال كال إنه لا يعتقد بأن الحكومة التركية كانت وراء الانقلاب. وأضاف «لم تبدأ الحكومة محاولة الانقلاب. قبل 15 تموز (يوليو) كانت الحكومة بدأت بالفعل عملية تطهير كبيرة ما جعل أجزاء من الجيش تعتقد أنها يجب أن تقوم بانقلاب على نحو السرعة قبل أن يلحق بهم أيضاً هذا التطهير». وحذر كال أيضاً من زيادة التهديد الروسي لألمانيا وأوروبا قائلاً إن «روسيا ضاعفت قوتها القتالية على الحدود الغربية... لا يمكن اعتبار كل ذلك دفاعاً في مواجهة الغرب». وقال إن روسيا يمكن أن تؤثر على الانتخابات الاتحادية المقررة في ألمانيا في 24 أيلول (سبتمبر). وقال «يجب على الأقل أن نتوقع إمكان حدوث ذلك». وفي شأن آخر، تظاهر حوالى تسعة آلاف كردي في مدينة فرانكفورت الألمانية اليوم ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان واستفتاء يجرى في نيسان (أبريل) على تعديلات دستورية ستمنحه سلطات جديدة واسعة النطاق. وهتف متظاهرون «أردوغان إرهابي» و«الحرية لأوجلان» في إشارة إلى عبدالله أوجلان الزعيم المسجون لحزب «العمال الكردستاني» ولوح الكثيرون بأعلام تحمل صورته. ونشرت الشرطة مئات من أفرادها لمتابعة التظاهرة وقالت إنها كانت سلمية. وكان الناطق باسم الخارجية الألمانية مارتن شايفر، قال الأربعاء الماضي إن حكومة بلاده وافقت على مشاركة من لهم حق الانتخاب من الأتراك الذين يعيشون في ألمانيا في التصويت في استفتاء 16 نيسان (أبريل) ويقدر عددهم بحوالى 1.4 مليون ناخب.