قالت الحكومة التركية إنها علقت أنشطة 370 منظمة غير حكومية منها منظمات حقوقية وأخرى معنية بالطفل للاشتباه بارتباطها بجماعات إرهابية في إطار توسيعها لعمليات التطهير منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في تموز (يوليو) الماضي. ودافع نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش عن حظر أنشطة بعض المنظمات العاملة في البلاد والذي أعلنته وزارة الداخلية في وقت متأخر أمس (الجمعة). وقال قورتولموش «لم تغلق المنظمات ولكن جرى تعليق (أنشطتها). يوجد دليل قوي على ارتباطها بمنظمات إرهابية». وأضاف: «على تركيا محاربة الإرهاب على الكثير من الجبهات. نسعى إلى تطهير مؤسسات الدولة من الغولونيين (في إشارة إلى أتباع رجل الدين فتح الله غولن). وفي نفس الوقت نحارب المتشددين الأكراد وتنظيم الدولة الإسلامية». وأمرت السلطات بطرد أكثر من 110 شخص من وظائفهم أو وقفهم عن العمل واعتقلت 37 ألفاً آخرين منذ محاولة الانقلاب الفاشلة للاشتباه في ارتباطهم بغولن المقيم في الولاياتالمتحدة وتتهمه أنقرة بتدبير الانقلاب. وينفى الرجل التهم. ويصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شبكة غولن بأنها «منظمة إرهابية»، ويقول إن هذه الحملة التي لم يسبق لها مثيل ضرورية لتخليص مؤسسات الدولة من مندسين يسعون إلى الإطاحة بالحكومة. وقالت وزارة الداخلية إن 370 منظمة تأثرت بالحظر الذي أعلن أمس منها 153 يشتبه في ارتباطها بحركة غولن و190 بحزب «العمال الكردستاني» و19 بجماعة متشددة يسارية وثمانية بتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وأزعج حجم عمليات التطهير حلفاء تركيا الغربيين والمستثمرين الأجانب. من جهة ثانية، تظاهر حوالى 25 ألف كردي وعلوي اليوم في كولونيا غرب ألمانيا، احتجاجاً على سياسات الرئيس التركي بعد اعتقال مسؤولين سياسيين موالين للأكراد مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، وفق ما ذكرت «وكالة الأنباء الألمانية». وتظاهر الأكراد والعلويون «من أجل الديموقراطية والسلام والحرية» واحتجاجاً على عمليات التسريح الواسعة التي يقوم بها النظام منذ الانقلاب الفاشل. وكان البعض منهم يرفع صور عبدالله أوجلان، زعيم حزب «العمال الكردستاني» المسجون منذ العام 1999 في جزيرة إيمرالي قبالة إسطنبول. وكان آخرون يرفعون صور الرئيس الشاب المشارك لحزب «الشعوب الديموقراطي» صلاح الدين دمرطاش، الذي اعتقل الأسبوع الماضي مع عدد من النواب الآخرين لهذا الحزب المناصر لقضية الأكراد الذي يتهمه أردوغان بأنه «واجهة سياسية» لحزب «العمال الكردستاني». وعلى هامش التظاهرة، قامت مجموعة من الشبان الأكراد بأعمال شغب، بحسب ما ذكرت شرطة كولونيا في بيان. وأضافت الشرطة أن «بعض الأفراد أطلقوا أسهما نارية. وفيما كان عناصر الشرطة يريدون منع ذلك، ألقيت عليهم أحجار ومقذوفات». وذكرت «وكالة الأنباء الألمانية أن شرطية أصيبت بجروح، وأن رجلاً أوقف على ذمة التحقيق. وتستضيف ألمانيا الجالية الكردية الأكبر في أوروبا يناهز عدد أفرادها المليون، والجالية التركية الأكبر أيضاً في العالم، وهذا ما يحمل على التخوف من نقل التوتر بين المجموعتين الذي تؤججه سياسة أردوغان، إلى الأراضي الألمانية.