قالت جماعة «أحرار الشام» السورية أمس الجمعة، أن التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة يقف وراء قصف مسجد قرب مدينة حلب الليلة قبل الماضية في هجوم أدى وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى سقوط عشرات القتلى. وأفاد «المرصد» بأن طائرات قصفت مسجداً في قرية الجينة قرب بلدة الأتارب بالجزء الغربي من محافظة حلب على بعد بضعة كيلومترات من محافظة إدلب، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 46 شخصاً غالبيتهم من المدنيين. وأضاف أن الطائرات نفذت الهجوم وقت صلاة العشاء، حيث كان المسجد مكتظاً بالمصلين. وأشار إلى خروج تظاهرة في بلدة ترمانين بريف إدلب الشمالي ندد المشاركون فيها ب «قصف الطائرات الحربية مسجدَ بلدة الجينة» وطالبوا الفصائل ب «الثأر لدماء الشهداء». وقال الجيش الأميركي أنه نفّذ ضربة جوية الخميس استهدفت متشددين من تنظيم «القاعدة» في موقع اجتماعات بمحافظة إدلب، لكنه عدّل لاحقاً موقع الغارة ليقول أنها في ريف حلب الغربي. ونفى الجيش الأميركي أن يكون قد استهدف في الضربة مسجداً، مشيراً إلى أن المسجد ما زال قائماً لكن الغارة استهدفت اجتماعاً لمتشددين في مبنى قريب منه. واستهدفت سلسلة ضربات جوية أميركية شمال غربي سورية هذا العام. ويقول الأميركيون أنهم يستهدفون جماعات مرتبطة بتنظيم «القاعدة». كما وجهت مقاتلات سورية وروسية ضربات جوية عدة لأهداف في إدلب ومناطق بغرب محافظة حلب الذي تسيطر عليه فصائل مسلحة معارضة لنظام الرئيس بشار الأسد. أما وكالة «الأناضول» التركية فأوردت معلومات عن أن الذين استهدفتهم الطائرات الأميركية «هم من أتباع ما يسمى بجماعة «التبليغ والدعوة»، المناهضة للأفكار المتطرفة، وليسوا أتباع تنظيم القاعدة مثلما أعلنت واشنطن». ونقلت عن مراسلها في المنطقة أن «أغلب أتباع الجماعة يتواجدون بالريف الغربي لمحافظة حلب، وينظمون اجتماعات دورية كل ليلة خميس عقب صلاة العشاء في أحد المساجد»، مشيرة إلى أن «أتباع الجماعة اجتمعوا ليلة (أول من) أمس في مسجد عمر بقرية الجينة مع السكان المحليين، حيث كانوا قد أعلنوا في وقت سابق عن موعد الاجتماع». وذكر مراسل الوكالة «أن الطائرات حوّلت المسجد إلى ركام أثناء تواجد جمع غفير من المصلين». ونقلت عن مسؤولين في الدفاع المدني التابع للمعارضة «إنهم وصلوا إلى المسجد فور استهدافه» وإنهم أحصوا 58 قتيلاً فيه. وتابعت أن المسجد كان فيه ما بين 200 - 300 مصل «بقي معظمهم تحت الأنقاض». وانتقدت موسكو بقوة الغارة التي نفذتها طائرات التحالف الدولي على بلدة الجينة شمال غربي سورية. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع اللواء إيغور كوناشينكوف، إن موسكو تنتظر من البنتاغون مزيداً من التوضيحات في شأن مقتل عشرات المدنيين في الغارة. وذكر كوناشينكوف أن نشر صورة تظهر أجزاء صاروخ أميركي من طراز «AGM-114 Hellfire» في مكان القصف على القرية الواقعة في ريف حلب الغربي، لا يترك للتحالف الدولي بقيادة واشنطن مجالاً للتكتم على الموضوع، ولا يتيح للديبلوماسيين الغربيين توجيه أصابع الاتهام إلى روسيا هذه المرة. وزاد: «خلال أي حرب تحصل أخطاء مأساوية قد تؤدي لمقتل مدنيين. لكن ما حدث في قرية الجينة السورية أكد مرة أخرى أن على وسائل الإعلام الأجنبية الرئيسية، قبل نشر قصص مختلقة معادية لروسيا من جديد، أن تستكمل عملها باحترافية، وأن تدرس كل الحقائق وتتوصل إلى الحقيقة دائماً». واعتبرت الخارجية الروسية في بيان انه في حال تأكدت المعطيات عن سقوط ضحايا في الهجوم فإن ذلك يشكل سبباً مهماً للتفكير في ضرورة اطلاق تنسيق حقيقي بين موسكووواشنطن لتفادي وقوع اخطاء من هذا النوع.