عن «دار نوفل» / «هاشيت أنطوان» صدر كتاب «حديث الشيخوخة» للكاتب والرسام والنحات اللبناني عبدالحميد بعلبكي. وهو كتاب يندرج في إطار الأدب الشعبي، وفيه يرصد بعلبكي، بعين الرسام الدقيقة، حكايات وطرائف، استقاها من أقاصي الجنوب اللبناني، ولا يعرفها سوى أصحاب الروح المتقدة. في أقاصي الجنوب اللبناني حكايات لا يعرفها إلّا قاطنوه، وطرائف لا يتداولها إلّا أبناؤه، ومواقف لا يتلقّفها سوى المتنبّهين أصحاب الروح المتّقدة والعيون الراصدة، من الشاهدين عليها أو المتقصّين عنها. وعبدالحميد بعلبكي، ابن جبل عامل الذي عشق تلك الأرض وعشق أهلها، هو أحد هؤلاء الشهود. بعين الرسّام الدقيقة كحدّ السيف، الدافئة كألوان التراب، تأمّل قصص أهل قريته والجوار ورصدها، وبلغته العربية الفذة وروحه المرحة وأسلوبه اللمّاح، كتب. بين دفّتي هذا الكتاب حكاياتٌ صغيرة أبطالها مجهولون، وسوالف تعود بنا إلى زمنٍ يسبق زمن الخط الأزرق بين عديسة وفلسطين، ونوادر واكبت الذهنيّة الفلاحية وأيام الإقطاع وإفرازات الحروب وطبقة الأثرياء الجدد وتمرد الأبناء، وقبل كل شيء وبعده، الإنسان في جميع حالاته. عبدالحميد بعلبكي في سطور رسام ونحات وشاعر وكاتب لبناني (1940 - 2013). تخرّج في معهد الفنون الجميلة ببيروت عام 1971، وأتمّ تحصيله الأكاديمي العالي في باريس، ليتفرّغ بعد ذلك للتدريس في الجامعة اللبنانية ببيروت (1974 - 2004). أقام معرضين فرديَّين (غاليري وان، 1983 – الصالة الزجاجية، 1998 – الأونيسكو، 2008) و شارك في نحو60 معرضاً جماعياً في لبنان والخارج. ترأس جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت (1992 - 1994). أما على المستوى الأدبي، فأصدر ثلاثة دواوين وكتابين، ونُشرَت له مجموعة من الدراسات والمقالات الثقافية والفنية في صحف ومجلات لبنانية عدة.