خفت حدة المواجهات بين مسلحي «داعش» والقوات العراقية في الجانب الأيمن للموصل بسبب سوء الأحوال الجوية بعد ساعات على سيطرة الجيش على منطقة استراتيجية، فيما أكدت قوات «التحالف الدولي» تناقص مقاتلي التنظيم إلى أقل من 2000 عنصر. وأعلنت قوات الشرطة الاتحادية عقب إحكام قبضتها على الجسر القديم وهو الثالث الذي تستعيده من أصل خمسة تربط بين شطري المدينة أنها باتت على بعد بضع مئات من الأمتار عن جامع النوري في المدينة القديمة الذي أعلن من على منبره زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي «دولة الخلافة»، يبدي فيها مسلحوه المحاصرون مقاومة عنيفة في آخر معاقلهم وأكثرها أهمية من الناحيتين الرمزية والاستراتيجية. وقال ناطق باسم وحدات الرد السريع: «تم إيقاف العمليات في المدينة القديمة اليوم (أمس) بسبب الجو الرديء الممطر، لا نستطيع التقدم من دون غطاء جوي نظراً إلى وجود ضباب» (رويترز). وأكد ضابط من قوات الشرطة الاتحادية أن «التقدم توقف وبدأ القادة العسكريون الاجتماع لتعديل الخطط كي تتلاءم مع التضاريس المعقدة والأزقة الضيقة التي تمنعنا من استخدام العجلات المدرعة». وقال القائد في قوات الرد السريع اللواء ثامر إسماعيل إنها «تبعد نحو 600 متر عن جامع النوري الكبير وسيُستأنف التقدم بعد تحسن الأحوال الجوية». إلى ذلك، أعلنت قيادة معركة الموصل «تحرير ناحية بادوش وقرية تل الريس والسيطرة على الضفة الغربية لنهر دجلة وقطع كل الطرق والإمدادات عن التنظيم»، لتستكمل تقدمها بعد انتزاعها أكثر من 14 حياً فضلاً عن مطار المدينة ومعسكر الغزلاني، ما يعني سيطرتها على نحو 60 في المئة من مساحة الجانب الأيمن. وأفاد ضابط في الفرقة التاسعة بأن «داعش حاول اليوم (أمس) التسلل لشن هجمات انتحارية في ناحية بادوش بهدف استعادتها، لكن تم دحر الهجوم، كما تم دحر هجوم مماثل على معسكر في منطقة الكسك». وأفاد مصدر أمني بأن «مدنيين قتلوا وأصيبوا جراء سقوط صواريخ كاتيوشا أطلقها «داعش» في منطقتي اليرموك، والموصل الجديدة الواقعة تحت سيطرة الشرطة الاتحادية». ونقل إعلام «الحشد الشعبي» عن المسؤول في محور نينوى أبو هدى الخزعلي قوله إن «أبطالنا اعترضوا هجوماً للإرهابيين في تل زلط غرب الموصل من جهة قرية الموالي، حيث تم قتل عنصرين من داعش وفجرت عجلتهما». وأعلن الناطق باسم «التحالف الدولي» جون دوريان أن «عدد عناصر التنظيم يقدر بنحو 2000 إرهابي»، وأضاف أن «هذا العدد ينخفض يوماً بعد يوم، إلا أنه يصعب إعطاء عدد دقيق لأن العديد منهم يفرون»، وتابع «في بعض الأحيان يتم القضاء على أولئك المنضمين إلى داعش ولا يريدون مواصلة المشاركة في المعارك ومستعدون لإلقاء أسلحتهم، وغالبيتهم من الأجانب». يذكر أن التحالف قدر عدد مقاتلي التنظيم قبل بدء الهجوم على المدينة في تشرين الأول (أكتوبر) العام الماضي بين 5 و6 آلاف عنصر.