انشغلت الحلبة الحزبية في إسرائيل أمس بالتصدعات الداخلية بين أطراف الائتلاف الحكومي، ما حدا بزعيم حركة «شاس» الدينية الشرقية المتزمتة، وزير الداخلية أريه درعي إلى التحذير من أن المواجهات الكلامية بين أطراف الائتلاف قد تقود إلى انتخابات مبكرة، مهدداً بأنه لن يبقى في ائتلاف حكومي يعيش على النزاعات و «تصفية الواحد للآخر». وتصدر «زعل» زعيم حزب «كلنا» وزير المال موشيه كحلون من رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو عناوين وسائل الإعلام العبرية أمس، وتصريح الأخير بأن العلاقات بينه وبين رئيس الحكومة لم تعد كما كانت: «صحيح أنها لم تنته، لكن هناك توتراً... حياتنا مبنية على الأزمات، أزمة تتلو أزمة». واتهمت أوساط وزير المال رئيس الحكومة بانتهاج ألاعيب لأذية الوزير في مسألة إلغاء سلطة البث الرسمية وإقامة سلطة بث جديدة يريد نتانياهو وحكومته السيطرة التامة عليها. وكان مفروضاً تفعيل سلطة البث الجديدة التي بادر إلى إقامتها نتانياهو وحزبه «ليكود»، اواخر الشهر المقبل، إلا أن نتانياهو، تحت ضغط احتجاجات نحو ألف من موظفي سلطة البث المهددين بالفصل، فاجأ بإعلانه أول من أمس إرجاء بدء عمل سلطة البث الجديدة نصف عام، ما اعتبرته أوساط كحلون «لعبة قذرة ومحاولة منه ليوجه الموظفين المهددين بالفصل سهام غضبهم نحو وزير المال بداعي استعجاله فتح سلطة البث الجديدة، فيما يظهر نتانياهو كأنه حامي حقوق الموظفين». ورأت أوساط كحلون أن نتانياهو نسي أن كحلون ترك «ليكود» ولم يعد تابعاً له. وقالت إن وزير المال يشعر بالإحباط من سلوك نتانياهو في هذه القضية وغيرها، مشيرة الى انه قال لرئيس الحكومة في لقاء مشحون جمع بينهما إنه يحاول نسب الإنجازات إليه، «لكن عند حصول المشاكل يختفي». مع ذلك، أضافت أنه «على رغم أن الأزمة الحالية لا تنذر بفرط عقد الحكومة في المدى المنظور، إلا أنها قد تتطور في المستقبل وتصبح أزمة كبيرة تؤدي إلى انهيار الائتلاف الحكومي». كما انشغل الإعلام بالتلاسن بين قطبي المعسكر المتطرف في الحكومة وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان ووزير التعليم نفتالي بينيت على خلفية مطالبة الأول لحاخام من «الصهيونية الدينية» التي يتزعمها بينيت هاجم تجند الفتيات اليهوديات في الجيش، بالاستقالة من منصبه مسؤولاً عن مدرسة دينية، وإلاّ تم حجب الدعم الحكومي عنها. ورد بينيت مستهزئاً من ليبرمان بقوله إن «الأخير يحاول تحقيق مكسب انتخابي سخيف على حساب الصهيونية الدينية، و «ما تصريحه سوى ثرثرة ليبرمانية معهودة». ورد ليبرمان باتهام بينيت بأنه يدافع عمن «يحاولون تحويل إسرائيل إلى ايران، لكننا لن نسمح بذلك... في إسرائيل الفتيات متساويات مع الرجال، والخدمة العسكرية مفروضة على الجميع».