أطلق المرشح لرئاسة مصر حمدين صباحي أمس برنامجه الانتخابي قبل يومين من إعلان القائمة النهائية للمرشحين وانطلاق الدعاية الانتخابية، فيما يطل منافسه وزير الدفاع السابق عبدالفتاح السيسي مطلع الأسبوع المقبل في كلمة متلفزة لشرح رؤيته للأوضاع في مصر، قبل أن يخرج مجدداً لإعلان تفاصيل برنامجه الرئاسي. وأعلن الاتحاد الأوروبي إرسال بعثة لمراقبة الانتخابات التي تنطلق في الداخل 26 الشهر الجاري، داعياً السلطات إلى «انتخابات شفافة ذات صدقية تسمح بمشاركة شاملة، وفقاً للمعايير الدولية». وركز صباحي في مؤتمر صحافي عقده أمس لإعلان تفاصيل برنامجه الرئاسي على «مواجهة الإرهاب»، باعتبارها أولوية، لكنه اعتبر أن تحقيق العدالة الاجتماعية ومكافحة الفقر من أدوات هذه المواجهة. وتعهد «تلبية الأهداف التي خرج المصريون من أجلها في ثورتي يناير ويونيو»، ورفض اعتبار نتائج الاستحقاق محسومة، قائلاً: «نحن الغالبية ونستطيع أن ننتصر». وقال: «نتقدم ببرنامجنا لانتخابات الرئاسة بأهداف صاغها المصريون في ميادين الثورة وأهداف لا يملك أي مخلص في هذا الوطن أن يخرج عنها»، داعياً إلى حوار مجتمعي في شأن برنامجه. وأشار إلى أن كل ما يرد في هذا البرنامج «رهن إرادة الشعب. قد يراه البعض طموحاً، إلا أننا نراه بكل ما فيه من طموح حقاً مشروعاً لشعب قدم التضحيات». ودعا المصريين إلى دعمه في الانتخابات، قائلاً: «حين ندعو المصريين إلى أن يقفوا معنا في الانتخابات فإننا ندعوهم إلى تحقيق الحلم بالحياة الكريمة والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية. هذا برنامجنا وعهدنا وعقدنا، ونحن عازمون على تحقيقه. وبوحدتنا وراء أهدافنا نستطيع أن نحققه ونبني مصر من جديد». وتعهد «ألا أستخدم السلطة التشريعية كرئيس إلا في أضيق الحدود، كإسقاط قانون التظاهر والعفو عن المعتقلين بلا جريمة... نريد دولة شابة ناجحة خالية من الفساد، لذلك في مقدمة برنامجنا محاربة الفساد». وتناوب أعضاء حملة صباحي على تناول جوانب في البرنامج، فأوضح المستشار الإعلامي للحملة حسين عبدالغني أن البرنامج «يهتم أساساً بالعمل على مكافحة الإرهاب الأسود وتحقيق العدالة الانتقالية والقصاص للشهداء». وأشار إلى أن البرنامج «حدد سبعة حقوق باعتبارها ركائز له، ومنها الحق في الغذاء والصحة والعلاج لكل المواطنين بلا تمييز». وأوضح عضو الحملة عمرو صلاح أن «استراتيجية مكافحة الإرهاب في مصر تعبر عن فشل واضح... علينا البدء بمواجهة جذرية لمنابع الإرهاب»، مشيراً إلى أن برنامج صباحي سيعمل على «تحقيق العدالة الاجتماعية ومواجهة الفقر والبطالة وهي من أبرز آليات مكافحة الإرهاب، إضافة إلى دعم القدرات المعلوماتية لوزارة الداخلية ورفع كفاءة أفرادها لمكافحة الإرهاب». وتخللت المؤتمر مطالبات بالقصاص لعدد من الشباب الذين قضوا في المواجهات منذ الثورة. وقال والد جابر صلاح «جيكا» الذي قتل في مواجهات مع الشرطة خلال حكم جماعة «الإخوان المسلمين»: «كل من وجه الرصاص إلى هذا الشعب لا بد من أن يحاكم. هذا هو العدل... لا أحاكم بعضهم وأهلل للبعض الآخر الذي ارتكب جريمة قتل المتظاهرين. لا أبرئ الإخوان فهم مجرمون، لكن هناك آخرين وجهوا الرصاص إلى أحرار هذا الشعب ولا بد من أن يحاكموا... لا نريد تعويضات مالية. نريد القصاص، ولن ينصلح حال المجتمع إلا بالقصاص العادل على الجنرالات أو الإخوان». وعن ملف العلاقات الدولية، أوضح الناطق باسم الحملة السفير السابق معصوم مرزوق، أن البرنامج «يسعى إلى إعادة مصر إلى مكانتها العربية والإقليمية والدولية بعد أن عانت سياستنا الخارجية من التبعية، ما ترتب عليه انهيار اقتصادنا». وشدد على أن «مصر لن ترضى بأن تكون تابعة أو ذليلة لأي دولة أخرى، وبرنامجنا يعتمد على رؤية جديدة توفر أساساً سليماً وواضحاً ومستقلاً يرعى مصالحها ويقوم على احترام إرادة الشعوب». وقال صباحي: «نبحث عن علاقات ودية ندية، ولا أسعى إلى حرب مع أحد ولن أكون تابعاً لأحد». وقد يعرض إعلان صباحي برنامجه الرئاسي قبل انطلاق الدعاية الانتخابية السبت المقبل، حملته لعقوبة مالية من قبل اللجنة القضائية المشرفة على الرئاسيات. في المقابل، كشف مصدر قريب من السيسي أن وزير الدفاع السابق سيشرح في كلمة مصورة الأسبوع المقبل رؤيته للأوضاع في مصر وملامح برنامجه الرئاسي. وأشار إلى أن الحملة «ترتب لقاءات صحافية ستبدأ بمقابلة مع التلفزيون المصري». واستبعد عقد السيسي جولات انتخابية في المحافظات «لحسابات انتخابية وأمنية». وأوضح أن برنامج السيسي «يتضمن عدداً من المشاريع الكبرى، في مقدمها تنمية محور قناة السويس، والبدء في مشروع محور التنمية الذي وضعه العالم المصري فاروق الباز إضافة إلى إطلاق خطة تنمية شاملة في سيناء ومرسى مطروح». وأشار إلى أن السيسي «لديه وعود من مؤسسات دولية وخليجية بتمويل مشاريع، لكن هؤلاء يحتاجون رؤية خطة وإدارة سليمة للوضع في مصر... لدينا دراسات لكل مشروع وكيفية تدبير التمويل». وأكد أن البرنامج يتضمن «إعادة هيكلة ملف الدعم بكامله»، معتبراً أن هذا الملف «أسيئت إدارته، وسيتم التركيز على توجيه الدعم إلى الفئات غير القادرة». وشدد على أن ملف تنمية سيناء «أكثر الملفات التي تحوز اهتمام السيسي، والحرب على الإرهاب ضرورة لكن الواجب أن تكون سيناء في قلب التنمية، إضافة إلى حلايب ومطروح التي شهدت تهميشاً غير مسبوق في الفترات السابقة». كان وزير الدفاع السابق استقبل أمس وفداً من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات الحكومية والخاصة. كما استقبل جيهان السادات أرملة الرئيس الراحل أنور السادات وابنه جمال السادات. وهنأ السيسي في بيان عمال مصر لمناسبة الاحتفال بعيدهم اليوم، معرباً عن «بالغ الاعتزاز والتقدير لدورهم الوطني في خدمة مسيرة البناء والتنمية، وسعيهم الدائم نحو بذل الجهد ومواصلة العطاء، حتى تنهض مصر وتتجاوز العقبات التي تعترض طريقها». إلى ذلك، أعلن الاتحاد الأوروبي إرسال بعثة لمراقبة الانتخابات الرئاسية استجابة لدعوة من السلطات. وقال في بيان إنه أرسل «يواصل دعوته إلى انتخابات ذات صدقية وشفافة تسمح بمشاركة شاملة وفقاً للمعايير الدولية». وأشار إلى أن بعثة مراقبة الانتخابات «تعمل وفقاً لمذكرة التفاهم التي تم التوصّل إليها مع لجنة الانتخابات الرئاسية ووزارة الخارجية في مصر التي تسمح بتحرّك المراقبين من دون قيود في أرجاء البلاد وتسمح لهم بالوصول إلى الأطراف السياسية كافة». وذكر البيان أن الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون عيّنت العضو في البرلمان الأوروبي ماريو ديفيد رئيساً لبعثة مراقبة الانتخابات في مصر. وقال إن فريقاً مؤلفاً من 10 محللين انتخابيين لدى الاتحاد الأوروبي وصل القاهرة في 18 نيسان (أبريل) الماضي، وانضم إليهم بعدها بأسبوع 30 مراقباً لمدة طويلة، في حين سيصل 60 مراقباً آخر لمدة قصيرة هذه الشهر.