مضى أمس مؤيدو الرئيس المصري المعزول محمد مرسي في طريق استمرار رفض التعاطي مع خريطة الطريق، وأعلن «تحالف دعم الشرعية» بقيادة «الإخوان المسلمين» رسمياً مقاطعة الانتخابات الرئاسية التي تنطلق الشهر المقبل، معتبراً أن منصب الرئيس «ليس شاغراً». وكانت الحملة الانتخابية للمرشح الرئاسي المحتمل عبدالفتاح السيسي أعلنت أن الرجل سيحجز رمز «النجمة» شعاراً انتخابياً، فيما كان منافسه الوحيد مؤسس «التيار الشعبي» حمدين صباحي طلب رمز «النسر». ولم يستبعد المستشار القانوني للسيسي محمد أبو شقة إجراء مناظرة بين المتنافسين تلبية لرغبة كان أعلنها صباحي. وأعلن «تحالف دعم الشرعية» أمس مقاطعة «المسرحية الهزلية لتمرير تنصيب مدبر الانقلاب»، قبل أن يعود ليكرر أن منصب الرئيس «ليس شاغراً، والانقلاب العسكري باطل، وما بني على باطل فهو باطل، وما يتم إهدار للمال العام يستوجب المحاسبة»، داعياً الناخبين إلى المقاطعة. وانتقد «الزج بالجيش والشرطة والقضاء في صراع سياسي خارج نطاق مهامها وصلاحياتها». وتوعد التحالف بمزيد من التصعيد، قائلاً: «هيهات أن يفرط مصري حر في ثورة يناير المجيدة، هيهات أن يسمح بسرقة سلطة الشعب وحريته وإرادته، وسيظل النضال وستظل الثورة تؤرق منام الانقلابيين، فلا استقرار في ظل الانقلاب». واستقبل السيسي أمس وفداً من رجال الأعمال في قطاع السياحة «لمناقشة مستقبل القطاع الواعد وكيفية استغلال التراث الحضاري المصري لتشيط السياحة في الفترة المقبلة، والاستفادة من عوائدها الاقتصادية في خدمة مخطط التنمية الشاملة للدولة»، بحسب بيان وزعته حملته الانتخابية. وكان السيسي أكد أن مصر «تحتاج حلولاً عاجلة وفورية»، لافتاً إلى أن «المرحلة الراهنة لا بد من أن تعتمد على الإنصاف وأمانة الكلمة لأن التحديات الموجودة الآن كبيرة جداً، ولا بد من تشكيل وعي حقيقي لدى الناس بها». ودافع عن خلفيته العسكرية في مواجهة معارضي ترشحه، وقال في كلمته خلال لقاء مع شخصيات رياضية: «تعلمت طوال مسيرة حياتي العسكرية أن أكون صادقاً أميناً، ولم أحاول يوماً واحداً أن أزيف كلامي أو أزينه لكسب رضاء وتعاطف أحد، حتى ولو كانت حياتي تتوقف على هذا الأمر. عشت طيلة عمري هكذا وسأظل، ولن أغيره من أجل القادم». وأضاف: «تعلمت أسس الحوار والمناقشة داخل المؤسسة العسكرية التي تعتمد على الاستماع لمختلف وجهات النظر عند اتخاذ القرار، وليس كما يظن بعضهم، فمنظومة العمل داخل المؤسسة العسكرية تقوم على الحوار الجاد والاستماع إلى الرؤى ووجهات النظر كافة». وشدد على أن مصر «تحتاج مساحة من الحرية والاحترام بين المصريين. والخلاف يجب ألا يكون على حساب الوطن». وعن اختياره لفريق العمل المحيط به، قال السيسي إنه يحرص دائماً على «اختيار الأفضل والأشرف والأنزه للعمل معي، وأن يكون الرجل المناسب في تخصصه ومجاله... هناك تجرد شديد في الانتقاء، نظراً إلى أنني لست محملاً بمجاملات من أحد سواء في داخل مصر أو خارجها، والوطن فقط هو مصلحتي، ولو أننا كمصريين نخاف على هذا البلد بصدق لا بد من أن نعبر به إلى بر الأمان». وتوقع أن «القادم لمصر سيكون طيباً. ومهم جداً أن نعي خلال المرحلة الراهنة ما تحتاج إليه الدولة المصرية، خصوصاً إن كنا لا نملك سوى الأفكار الإيجابية، وتعظيم ما هو متاح من مواردنا الاقتصادية بالإضافة إلى قوتنا البشرية، والطاقات الشبابية القادرة على صناعة المستحيل من أجل هذا البلد». وأعلن المستشار القانوني لحملة السيسي أن الرمز الانتخابي لمرشحه هو «النجمة»، مشيراً إلى أن البرنامج الانتخابي لن يعرض قبل بدء الفترة القانونية لبدء الدعاية. وأوضح أن «معيار اختيار رمز النجمة هو السلاسة والبساطة والرمزية دلالة على الطريق الصحيح... لا يمكن للسيسي أن يظهر قانوناً قبل انطلاق الدعاية الانتخابية، أرجو من الناس أن يعذروا التزامنا بالقانون، وأقول انتظروا وترقبوا وتعلموا ما سيحدث». وأكد أن «أولوية البرنامج الانتخابي هي تحقيق العدالة الاجتماعية التي يستطيع الفقير أن يشعر بها». من جهته، قرر «الحزب المصري الديموقراطي الاجتماعي» عدم دعم أي من مرشحي الرئاسة، وترك حرية اختيار المرشح لأعضائه. وقال الحزب في بيان أعقب اجتماعاً لهيئته العليا إنه اشترط حصول أي من صباحي أو السيسي على نسبة ثلثي الأصوات في التصويت، وأن التصويت انتهى إلى حصول السيسي على نسبة 46.2 في المئة، بينما حصل صباحي على 9.5 في المئة، كما صوت 44.3 في المئة من الأعضاء لعدم إعلان تأييد مرشح بعينه وإعطاء الأعضاء حرية اختيار مرشحهم. وقال الحزب إنه «بناء على نتائج التصويت قرر عدم دعم مرشح بعينه ولكن كل أعضائه لهم الحرية الكاملة في اختيار أي من المرشحين». وأشار إلى أن «الرئيس القادم عليه أن يلتزم بمدنية الدولة، وتحقيق الديموقراطية والمساواة ومبادئ حقوق الإنسان، وبتطبيق الدستور»، مشدداً على «ضرورة الحرص على ضمان نزاهة العملية الانتخابية». في المقابل، دعت حركة «الاشتراكيون الثوريون» إلى المشاركة في الانتخابات الرئاسية، وأعلنت دعمها صباحي. وطالبت «الباحثين عن بديل» بالتصويت لصباحي، مؤكدة أن «كل صوت يخصم من السيسي له قيمته إن لم يكن اليوم فسيكون غداً لبناء معارضة حقيقية عريضة تتجذر يوماً بعد يوم». لكن الحركة دعت صباحي وحملته إلى «إعادة تقويم مواقفه المستأنسة من النظام الحالي الذي يعيد دولة مبارك»، مطالبة مؤيديه ب «الضغط عليه لإعلان تمسكه بأهداف ثورة يناير في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية». ودانت الحركة «احتشاد كل أجهزة الدولة من الجيش والشرطة والحكومة والقضاء والإعلام ورجال الأعمال خلف السيسي... وعملية تسويق للسيسي منذ تسعة شهور باعتباره منقذ الوطن وقائد الحرب على الإرهاب، بل وخليفة عبدالناصر والسادات وأحياناً مبارك، وأنه من يملك الحلول لكل المشكلات». وأكد البيان أن الانتخابات الرئاسية «فرصة تسعى خلالها الثورة المضادة إلى تحقيق انتصارها الساحق على القوى الثورية».