رأى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاربعاء ان قرار الدول الغربية عدم التدخل في سورية الصيف الماضي كان "خطأ" اضعف موقف الغربيين بمواجهة روسيا، وجدد انتقاده للانتخابات الرئاسية المقبلة في سورية وقال إن الرئيس بشار الأسد المسؤول عن آلاف القتلى "لا يمكن ان يكون مستقبل شعبه". وقال فابيوس امام النواب الفرنسيين "اعتقد ان خطأ ارتكب في حينها لم تكن فرنسا مسؤولة عنه". وكان هجوم بالاسلحة الكيماوية وقع في 21 اب (اغسطس) في منطقة الغوطة في ريف دمشق نسبته الدول الغربية الى نظام بشار الاسد الذي نفى مسؤوليته عنه. وهذا الهجوم كان وراء التهديد بتدخل عسكري محتمل للدول الغربية في سورية. لكن التدخل لم يحصل وتم التوصل الى اتفاق روسي-اميركي في منتصف ايلول (سبتمبر) حول تدمير الترسانة الكيماوية السورية. وقال فابيوس "اعتقد انه لو ان بريطانيا والولايات المتحدة تدخلتا في تلك الفترة الى جانب فرنسا استنادا الى ما يعرف بالخطوط الحمر (استخدام الاسلحة الكيماوية في النزاع) لما كان تصرف حكومة بشار الاسد اختلف فحسب، بل كانت اختلفت ايضا مصداقية التدخلات الغربية بالنسبة لروسيا". ويدور حاليا خلاف بين روسيا والدول الغربية حول الازمة في اوكرانيا. وكان فابيوس يرد الاربعاء على نائب في المعارضة اعتبر ان تدخلا للقوات المسلحة الفرنسية في سورية كان سيعزز مواقف الجهاديين الذين يحاربون النظام السوري. وأعرب النائب عن الأمل في ان تطلب باريس من تركيا ألاّ تقبل بعد اليوم على أراضيها القواعد الخلفية للجهاديين التي يتسللون منها الى سورية ويهاجمون خصوصا الاقليات المسيحية. وقال فابيوس "لا شيء يبرر ولا عذر لتعرض اقليات مهما كانت لمجازر كالتي ترتكب". وانتقد فابيوس مجدداً الانتخابات الرئاسية في سورية في الثالث من حزيران (يونيو) بالقول "ستكون هناك مهزلة انتخاب بشار الاسد. أود ان اقول بأن رجلا مسؤولا عن مقتل 150 الف شخص لا يمكن ان يكون مستقبل شعبه". وكان فابيوس يشير الى الحصيلة الاخيرة للنزاع في سورية استنادا الى المرصد السوري لحقوق الانسان الذي قدر عدد القتلى ب150344 شخصا بينهم 51212 مدنيا و37781 مقاتلا معارضا و54480 عنصرا من قوات النظام.