شدد وزراء خارجية «منظمة المؤتمر الاسلامي» في ختام اجتماعاتهم امس في دمشق، على مرجعيات تحقيق السلام، من دون ذكر مباشر لمبادرة السلام العربية، داعين الى «الضغط» على اسرائيل ل «الوقف الفوري» للاستيطان والتزام قرارات مجلس الامن ومبدأ الارض في مقابل السلام. كما شدد «اعلان دمشق» الصادر في ختام الاجتماع على «عدم مكافأة اسرائيل على جرائمها». وقال وزير الخارجية وليد المعلم ان سورية لن تعود الى طاولة المفاوضات ما لم تلتزم اسرائيل الانسحاب الكامل من الجولان الى ما وراء خط 4 حزيران (يونيو) للعام 1967 لانها «عندما تعود الى المفاوضات، يجب ان تؤدي (المفاوضات) الى ثمار»، داعياً الى ضرورة ان نرى «افعالا وليس اقولا فقط» من اميركا، وبضرورة ان تقترح «خطة شاملة لتحقيق الاستقرار والامن» في الشرق الاوسط، قبل ان يؤكد ضرورة التحضير الجيد للمؤتمر الذي تنوي موسكو استضافته و«تحديد غايته» والتأكد من التزام اسرائيل المرجعيات والمبادرة العربية للسلام، مع تنويهه بالجهود الروسية ل «تحقيق سلام عادل وشامل». واختتم اجتماع وزراء خارجية «المؤتمر الاسلامي» اعماله بتبني مجموعة من القرارات السياسية والتنظيمية والثقافية وصدور «اعلان دمشق». وقال الامين العام ل «منظمة المؤتمر الاسلامي» اكمل الدين احسان اوغلو في مؤتمر صحافي مع المعلم ان المنظمة تبنت المبادرة العربية بعد صدورها من قمة بيروت، وان «هذا التبني ليس معناه ان المنظمة تقدم اعترافها او قبولها باسرائيل على طبق من فضة. لا بد ان تلتزم اسرائيل هذه المبادرة اولا، ولا بد ان تبني سياستها على الوفاء بتعهداتها الدولية، وان ترجع الى الفلسطينيين حقوقهم، وان تستكمل اركان المبادرة العربية». وزاد: «المبادرة ليست دعوة الى التطبيع، بل هي دعوة الى حل مشكلة الشرق الاوسط وانسحاب من الاراضي المحتلة للعام 1967 وان تعترف بحق اللاجئين ووقف المستوطنات»، وعندما تعطي محاولات الصلح «ثمارها، وتقبل الدول ذات الشأن بذلك، يتحقق الهدف النهائي والاعتراف باسرائيل»، مؤكداً انه «من دون ان يتم اي شيء، لن نتكلم عن قبول اسلامي من 57 دولة». في هذا المجال، نص «اعلان دمشق» على وجوب «عدم مكافأة اسرائيل على جرائمها»، وضرورة «تأكيد ربط اي تطور للعلاقات، اذا كان موجودة اصلا، بمدى ما تعبر عنه مواقف اسرائيل بشكل ملموس من التزام السلام العادل والشامل الذي يضمن عودة الحقوق الوطنية المشروعة والانسحاب من الاراضي المحتلة في فلسطين والجولان وجنوب لبنان». وعن العلاقات السورية - الاميركية، قال المعلم ان سورية لم تسمع الى الآن سوى «كلاما. ونريد افعالا، ونريد ان نرى خطة عمل شاملة تؤدي الى تحقيق امن المنطقة واستقرار». واعلن وزراء الخارجية في المنظمة امس رفض ما يسمى «قانون محاسبة سورية» باعتباره مخالفا للقانون الدولي و«انحيازا تاما» لاسرائيل. لكن المجلس الوزاري اعرب عن تقديره موقف دمشق «الداعي الى تغليب لغة الحوار والديبلوماسية أسلوباً للتفاهم بين الدول وحل الخلافات بينها، داعياً الادارة الاميركية الى الدخول مع سورية في حوار بحسن نية لايجاد أنجع السبل الكفيلة بتسوية المسائل التي تعيق تحسين العلاقات السورية - الاميركية». وعن العلاقات العربية - العربية، قال المعلم ان العلاقات بين دمشق والقاهرة «طبيعية»، خصوصا بعد القمة الرباعية في الرياض، في حين أمل احسان اوغلو بنجاح الحوار الفلسطيني - الفلسطيني، قبل ان يقول: «أُحمّل الفصائل كلها مسؤولة عدم الوصول الى نتائج، امام الله والتاريخ وشعوبها».