على الورق يفترض ان المنتخب السعودي لكرة القدم قد تأهل للأدوار النهائية في خليجي 20 الجارية في اليمن حالياً، اما اذا كانت الأمور قد سارت صوب منحى آخر فإن ذلك لن يحط من حضور الكرة السعودية على الإطلاق، فمثل هذا الكلام ليس فيه مجاملة ولا يمت للعاطفة بصلة لكنها وقائع نلمسها في هذا المحفل الخليجي المهم لكي لا نحط من قدر البطولة لكون ان المنتخب السعودي لا يجد نفسه فيها احياناً كثيرة. والسعوديون بدوا يعرفون كيف يتعاملون مع دورات الخليج بشكل مرض انطلاقاً من هذه البطولة التي تم التخطيط لها بشكل جيد لا تتدافع فيها الاحداث كما كان في السابق، فلم تعد دورة الخليج تستفز المسؤول السعودي ولا حتى الرأي العام السعودي، هي بطولة تشارك فيها السعودية من خلال العنوان الأكبر وهو المشاركة لا المنافسة، خطط اتحاد الكرة مبنية على تجارب سابقة بدءاً من دورة الخليج في الرياض عام 1972، عندما بدأت تظهر أمور لا يجب ان ينساق خلفها العقلاء باسم الإثارة المبتذلة ومحاولة البعض شق الصف الخليجي. فهناك من ليس له علاقة بموضوع التنافس الكروي المطلوب سواء إعلاميين ام حتى غيرهم، ويعتقدون ان دورة الخليج يجب ان تتواكب معها الإثارة لكي تكون بطولة مثيرة فينساقون خلف ترهات غير منطقية عفى عليها الزمن وأصبحت مثاراً للسخرية بأن يعاد سردها وعمر هذه البطولة وصل الى سن التقاعد، فقد نتعجب ان هناك من يحاول إعادتنا الى الوراء من خلال الاستفزاز او التهكم او التقليل من شأن الكرة السعودية، والغريب ان هناك من لديه الاستعداد للانسياق خلف هؤلاء بإثبات غير ذلك. التفاصيل الرائعة كانت في خطط اتحاد الكرة السعودي للمشاركة في خليجي 20 من خلال منتخب تم اختياره بعناية فائقة الهدف منه إعطاء الثقة لعدد من نجوم الكرة السعودية الذين يشاركون للمرة الأولى في تشكيلة المنتخب مع بعض العناصر المرجحة ليس القصد من ذلك الراهن على اللقب الذي سنكون مسرورين به لو جاء، لكنه لقب سيضاف الى ثلاثة ألقاب غيره تبقي الكرة السعودية في الواجهة، هكذا يجب التعامل مع دورات الخليج والمنافسات الخليجية الأخرى وفي الألعاب الرياضية كافة، ويجب ان تكون المنافسات الخليجية ذات توجه محدد وعلى طريقة (لا تفريط ولا إفراط) فما حققته الكرة السعودية يفوق ما تحقق لكل دول الخليج الأخرى وهذه نمطية مشبعة بالعقلانية وتتسم بالكثير من الرؤى المفيدة، فيجب الا تكون طموحاتنا تتوقف عند الفوز باللقب الخليجي فما لدينا من استحقاقات مقبلة يفوق هذا الحدث بمراحل كثيرة. لندع دورة الخليج لمن ينتظرها من اجل الإثارة والتنافس من خارج الملاعب ونشارك فيها برؤية من دون ان يكون فيها ما يشتت الذهن عن البطولات الأخرى الأكثر أهمية وهناك عوامل تستدعي بعد هذه التجربة إعادة التفكير في قيمة اللقب الخليجي الذي لا يساوي أي شيء عند التأهل لنهائيات كاس العالم او الفوز بكأس آسيا. [email protected]