طهران، روما - أ ب، رويترز، أ ف ب - رفض الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أمس، اقتراح الدول الست الكبرى تجميد طهران تخصيب اليورانيوم، في مقابل تجميد فرض عقوبات جديدة ضدها على خلفية برنامجها النووي. وجدد تأكيده أن هذا الملف «انتهى»، مشدداً على ان أي مفاوضات ستقتصر على «المشاركة في إدارة العالم وإحلال السلام فيه». جاء كلام نجاد رداً على تقارير نقلت عن ديبلوماسيين غربيين قولهم ان اقتراح «التجميد مقابل التجميد» طُرح مجدداً على كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين سعيد جليلي في طهران الأحد الماضي. كما ترافق مع دعوة الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، إيران الى إجراء محادثات مباشرة حول برنامجها النووي، مع الدول الست الكبرى (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا). ورحبت طهران بالدعوة، لكن احمدي نجاد رفض إجراء المحادثات قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في 12 حزيران (يونيو) المقبل. ورداً على سؤال حول اقتراح التجميد، قال نجاد: «المسألة النووية انتهت بالنسبة إلينا. والمحادثات التي تُجرى خارج الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ستكون فقط عن المشاركة في إدارة العالم وإحلال السلام فيه، وليس لشيء آخر». واستدرك أن بلاده «قدمت اقتراحات الى الدول الست، وستدخل في حوار معها حول القضايا الدولية»، موضحاً ان المحادثات «ستشمل أيضاً ضرورة نزع الأسلحة النووية من الدول التي تمتلكها». ودعا الرئيس الإيراني نظيره الأميركي باراك اوباما الى مناظرة في مقر الأممالمتحدة في نيويورك، لمناقشة «جذور المشاكل الأمنية في العالم وتشكيل إدارة لاحتوائها». وقلل من أهمية المناورات العسكرية التي تجريها إسرائيل، معتبراً إياها «ضجيجاً إعلامياً». وقال ان هذا «الكيان سيكون ميتاً من دون التهديد والحرب والقتل في المنطقة. لدينا القدرة الكاملة للدفاع عن أنفسنا تجاه أي تهديد صهيوني». أما رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني فقال قبل مناورة ل «الحرس الثوري» في طهران لمناسبة ذكرى تحرير مدينة خرمشهر من القوات العراقية عام 1982، ان «الصواريخ الإيرانية هي للدفاع عن أمن المنطقة. جهادنا وسلاحنا هما من اجل الأمن في المنطقة». في غضون ذلك، اعتبر الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي ان اللوبي اليهودي في الولاياتالمتحدة يعوق سعي اوباما الى أحداث التغيير المنشود في واشنطن. وقال لمجلة «نيوزويك»: «أعتقد بأن اوباما يريد حقاً إحداث تغيير حقيقي داخل أميركا وفي علاقاتها مع العالم». وأضاف أن «اللوبي الإسرائيلي والصهيوني هو أحد ابرز العقبات، ويمكنه إشاعة دعاية سلبية وحرب نفسية حين يرى أن مصالح إسرائيل في خطر». في روما، أبدى رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلوسكوني استعداد بلاده للتوسط بين المجتمع الدولي وإيران. وقال: «تحدثنا مع الولاياتالمتحدة ومع (وزيرة الخارجية) هيلاري كلينتون. حاولنا أن نكون مفيدين»، مذكراً بزيارة كان مقرراً أن يقوم بها وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني لطهران الأسبوع الماضي، لكنها ألغيت بعدما طلبت ايران أن يجتمع فراتيني مع احمدي نجاد في إقليم سمنان، حيث أطلقت طهران صاروخاً في اليوم ذاته، بدلاً من عقد الاجتماع في طهران كما كان متفقاً عليه. وأضاف بيرلوسكوني في مقابلة بثتها شبكة «سي أن أن» الأميركية: «نؤيد الحوار، ولكن يجب أن يكون في حدود زمنية معينة. ما نحن واثقون منه، هو أننا لا نستطيع القبول بأن تمتلك ايران قنبلة نووية. قدمنا المساعدة في مواقف أخرى، لذا وفي هذا الموقف (المتعلق بإيران)، إذا طُلب منا، نرغب في محاولة أن نكون مفيدين من أجل المصلحة العامة». على صعيد آخر، عجزت «رابطة علماء الدين المجاهدين» المحافظة عن الحصول على غالبية ثلثي أعضائها، لدعم احمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية. كما أعلنت كتلة «اصولغارايان» (أصحاب المبادئ) في البرلمان، ان ثمة انقساماً في صفوفها على تأييد الرئيس الإيراني.