«لا تغرك ضحكتي بعض الأحيان... أضحك وأنا الدمعة على موق عيني»، لم يجد الشاعر والإعلامي عدنان الدخيل أفضل من هذا البيت الشعري تعبيراً عن حاله التي يعيشها الآن في مجمع الملك سعود الطبي (الشميسي)، إذ يستعد للسفر إلى الخارج للعلاج خلال الأيام المقبلة. الدخيل دخل المستشفى وهو يشكو من كسر في الحوض، إلا أن خطأً طبيّاً جعله يلازم السرير الأبيض طوال الأشهر الثمانية الماضية، دون القدرة على الحركة (كسر مضاعف وتشوه في الحوض، وتصلب في أعصاب الساقين)، لكنه يوجه أصابع الاتهام في تردي حاله الصحية إلى منسوبي وزارة الصحة، إذ يقول: «كنت أسمع عن الأخطاء الطبية وأقرأ عنها، وتوقعت أنها مبالغات، حتى رأيت «المهازل» بعيني، وعشتها بنفسي، وأصبح الإهمال في مستشفياتنا مصدر قلق للمرضى»، مشيراً إلى أنه طوال الخمسة أشهر الماضية لم يتجاوب المسؤولون في الدولة مع حاله، إلى درجة أن طلباته لا توجد عليها ردود من أحدهم، خصوصاً أن مدينة الأمير سلطان الإنسانية أفضل منشأة صحية لعلاج مثل حاله. عدنان المذيع والشاعر الذي لامس معاناة جمهوره، ونزفت مشاعره لمحبيه، وأرغم قصيدته لرضاهم، أصبح أسيراً في المستشفى، يقبع تحت رحمة الممرضين، ينتظر دعوات زملائه له بالشفاء، لم يعتب يوماً على أحد من أصدقائه لعدم زيارته، إنما قال: «سامحوني إن كنت مقصراً معكم، مما دعاكم إلى نسياني». ويتابع: «اشتقت إلى «الميكروفون»، لكن هذه المرة بشكل مختلف، والشعر باقٍ معي من خلال قراءته، وسماعه، في الإذاعة، وفي الإنترنت»، مؤكداً عجزه عن كتابة بيتين شعريين، ومقطع قصيدة، لا يظن أنه سيكتمل. وأضاف أن عدداً كبيراً من الشعراء كتب عن حاله الصحية، بيد أن ما استوقفه هو قصيدة الإعلامي عبدالمحسن الحارثي، وستبقى معه إلى الأبد، لافتاً إلى أنه تأثر بعدم مشاركته في مهرجان الجنادرية الأخير بسبب مرضه، خصوصاً أنه أعلن مشاركته، لكن شعوره وقناعاته لم تعد كما كانت. ولم تمنع الظروف الصحية الشاعر عدنان الدخيل من التواصل مع أصدقائه، إذ خصص له مدونة عبر الفيسبوك، للحديث مع محبيه، والاطمئنان على حاله، إلا أنها حملت على حائطها أبياتاً شعرية تحمل في طياتها الحزن، والألم، حتى جعلتها أكثراً تأثيراً على زوار مدونته.