لندن - أ ف ب - كشفت صحيفة «تايمز» البريطانية ان جهاز الاستخبارات البريطانية الخارجية (ام اي 6) احضر الشخص الذي انتحل شخصية القيادي البارز في حركة «طالبان» الملا اختر محمد منصور، وأجرى مفاوضات سلام مع الحكومة الأفغانية. وكتبت الصحيفة البريطانية بعدما كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» المسألة الثلثاء الماضي ان «عملاء من جهاز ام اي 6 دفعوا 100 الف دولار لهذا الرجل معتقدين بأنه الوزير السابق في حكومة طالبان والمساعد الأول للملا محمد عمر، وأنه مخول التفاوض مع المسؤولين الأميركيين والأفغان باسم المتمردين، لذا نقلوه مرات الى كابول». ونقلت عن مسؤول افغاني كبير قوله ان «اجهزة الاستخبارات البريطانية ابدت سذاجة، ونحن صدقنا امنياتنا»، علماً ان مسؤولين أفغاناً آخرين ابلغوا الصحيفة ان قيادي «طالبان» المزيف التقى الرئيس حميد كارزاي في القصر الرئاسي، وهو ما نفاه كارزاي. وأشارت الصحيفة الى ان الولاياتالمتحدة ساعدت البريطانيين في التحقق من هوية هذا الشخص. ونقلت عن الموفد الأميركي السابق الى قندهار، بيل هاريس، قوله إن «مسؤولية الخطأ لا يتحملها البريطانيون وحدهم»، مضيفاً ان «حماقة من هذا النوع تنتج عادة من عمل جماعي». وأقرّ القائد الأعلى للقوات الدولية في افغانستان الجنرال الأميركي ديفيد بترايوس الثلثاء الماضي باحتمال كون هذا الشخص خدع المسؤولين الأفغان بانتحاله شخصية قيادي في «طالبان». وقال: «شككنا في المسألة منذ البداية، ويبدو ان هذا التشكيك كان مبرراً». وتابع: «جرت خلال الأشهر الستة او الثمانية الأخيرة محاولات انفتاح عدة من جانب عدد من كبار مسؤولي طالبان، وبعضها حقيقي، على رغم انها بقيت كلها بمستوى «اولي جداً»، وفي افضل الحالات بمستوى مفاوضات حول اجراء مفاوضات. وأعلن مسؤولون باكستانيون ان زعيم «طالبان» المزيف صاحب دكان في مدينة كويتا عقد ثلاثة اجتماعات مع مسؤولين «اطلسيين» وأفغان، علماً ان الملا عمر نفى الأسبوع الماضي مشاركة الحركة في مفاوضات سلام لوضع حد للنزاع المستمر منذ تسع سنوات، واصفاً هذه المعلومات بأنها «إشاعات كاذبة».