دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره الفلسطيني محمود عباس إلى البيت الأبيض «قريباً» للبحث في سبل استئناف العملية السلمية. وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، إن ترامب قال لعباس في أول اتصال هاتفي معه مساء أمس، إنه يعرف «أن الرئيس عباس رجل سلام»، مشدداً على عملية سلام تقود إلى سلام حقيقي بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأضاف الناطق «أن ترامب أبلغ عباس بأن المزيد من اللقاءات ستُعقد قريباً»، وأنه سيركز جهوده في المرحلة المقبلة على ذلك. بدوره، أكد عباس تمسك الجانب الفلسطيني بالسلام «خياراً استراتيجياً لإقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل». وقال الناطق باسم الرئاسة إن اتصالات ستُجرى في الأيام المقبلة لتحديد موعد زيارة عباس إلى «البيت الأبيض». واعتبر مسؤولون فلسطينيون أن الاتصال الهاتفي الأول بين الرئيسيْن «بداية جديدة بالغة الأهمية في العلاقة بين الجانبين في عهد الإدارة الأميركية الجديدة». وقالوا إن عباس أكد خلاله «أن الاستيطان يقوّض حل الدولتين». وسارع الناطق باسم الرئيس الفلسطيني أمس، إلى إصدار بيان فور إعلان البيت الأبيض عن الاتصال الهاتفي بين ترامب وعباس، جاء فيه: «أن الرئيس عباس سيؤكد للرئيس ترامب التزامه التعاون معه لصنع السلام». وكان ترامب أجرى اتصالات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، واستقبله في البيت الأبيض، من دون أن يتزامن ذلك مع اتصالات مماثلة مع الجانب الفلسطيني، الأمر الذي أثار قلق القيادة الفلسطينية من توجهات الرئيس الجديد تجاه الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي. وقال مسؤول فلسطيني رفيع إن هذا الاتصال هو الأول بين الإدارة الأميركية الجديدة والرئاسة الفلسطينية منذ دخول ترامب البيت الأبيض، مضيفاً: «اقتصرت العلاقة بين الجانبين في الفترة السابقة على الاتصال مع القنصل الأميركي في القدس، ولم يتم أي اتصال على مستوى البيت الأبيض ووزارة الخارجية في واشنطن». وأضاف: «تأخُر الرئيس ترامب عن الاتصال بنا كل هذا الوقت أثار قلقنا، لأن السياسة الأميركية التقليدية كانت تقوم على الاتصال مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في الوقت ذاته». وأوضح: «بادرنا من جانبنا إلى إجراء اتصالات عدة مع الإدارة الأميركية الجديدة، واستقبل الرئيس عباس رئيس (وكالة الاستخبارات الأميركية) «سي آي إي» مايك بومبيو هنا في رام لله، وزار رئيس الاستخبارات العامة اللواء ماجد فرج واشنطن والتقى نظراءه هناك، لكن ما ظل ناقصاً هو الاتصال على مستوى البيت الأبيض، وهذا ما يتم اليوم (أمس)». وقال مساعدو عباس إنه أكد للرئيس الأميركي التزامه العمل معه على تحقيق السلام، عبر إعادة إطلاق «عملية سياسية ذات معنى». وقال مسؤول فلسطيني رفيع ل «الحياة»: «الرئيس عباس كان واضحاً جداً مع الرئيس ترامب، وأكد له التزامه حل الدولتين على حدود عام 1967، لكن في حال استمرار الاستيطان المتسارع في الضفة الغربية، فإن خيار الدولتين يصبح غير قابل للتحقيق، وعندها فإن البديل هو حل الدولة الواحدة». وأضاف: «أكد الرئيس عباس للرئيس ترامب أن الاستيطان يقوّض حل الدولتين وأي عملية سلام جدية، لكن في الوقت ذاته أكد له أن اليد الفلسطينية ممدودة لتحقيق السلام وفق الشرعية الدولية ووفق السياسة الأميركية التقليدية المعروفة التي تدعو إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 تعيش إلى جانب إسرائيل بسلام وتعاون». من جهة أخرى، صوتت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي أول من أمس بالموافقة على ديفيد فريدمان، مرشح ترامب لشغل منصب سفير الولاياتالمتحدة لدى إسرائيل، بتأييد 12 صوتاً في مقابل تسعة أصوات. ومن المقرر أن يبحث مجلس الشيوخ بأكمله ترشيح فريدمان في الخطوة التالية. لكن بدعم الجمهوريين الموالين لترامب الذين لديهم غالبية بسيطة في المجلس، من المتوقع المصادقة على شغل المنصب، على رغم استمرار معارضة الديموقراطيين. ويعتبر فريدمان مؤيداً لأقصى اليمين في عدد كبير من القضايا المتعلقة بإسرائيل. وإضافة إلى تأييده توسيع المستوطنات على أراض يطالب بها الفلسطينيون، فهو مؤيد أيضاً لنقل السفارة الأميركية إلى القدس، وهو ما يعارضه الكثير من حلفاء واشنطن. ومعروف عن فريدمان إدلاؤه بتصريحات نارية ضد من يختلف معهم سياسياً. وقال ديموقراطيون في اللجنة إنه يفتقر إلى الطبيعة الملائمة لهذا الموقع شديد الحساسية.