أفصحت مصادر أمريكية أن مبعوث السلام الأمريكي السيناتور جورج ميتشيل، سيجول في المنطقة الأسبوع المقبل، بهدف التوصل إلى تسوية نهائية للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، بالإضافة إلى إحياء المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والتي جمدت بعد مجزرة أسطول الحرية التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية ضد دعاة السلام في المياه الدولية مؤخرا. وأفادت المصادر في تصريحات ل«عكاظ» أن ميتشيل سيتوجه إلى تل أبيب لإجراء مباحثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، وسينتقل منها إلى رام الله للقاء الرئيس أبو مازن ولم تستبعد المصادر أن يزور ميتشيل مصر والأردن. وأكد الدكتور نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح على أهمية جولة ميتشيل خاصة أنها تجيء بعد لقاء الرئيس أوباما مع نتنياهو الأسبوع الماضي في البيت الأبيض وعلى ضوء تأكيدات الرئيس الأمريكي أوباما التزامه «إقامة دولة فلسطينية مستقلة». وأشار إلى أن نجاح ميتشيل في مهمته مرهون بالتزام تل أبيب بوقف الاستيطان وإبداء الرغبة الحقيقة في الدخول في عملية التفاوض لإيجاد حلول لقضايا الحل النهائي مؤكدا أن السلطة لن تتنازل عن الحقوق الفلسطينية المشروعة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. إلى ذلك أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمحمود عباس في اتصال هاتفي التزامه «إقامة دولة فلسطينية مستقلة»، حسبما ذكر الناطق باسم رئيس السلطة الفلسطينية. وأفاد نبيل أبو ردينة في تصريحات صحفية أن أوباما «وعد عباس ببذل كل الجهد لإقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش بأمن وسلام واستقرار إلى جانب دولة إسرائيل». وقال إن أوباما «أعرب عن أمله بسرعة الوصول إلى المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي». وجاء الاتصال الهاتفي بعد اللقاء الذي جرى بين الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو في البيت الأبيض وتناول قضايا عدة بينها عملية السلام مع الفلسطينيين. وصرح أبو ردينة أن «الرئيس عباس تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس أوباما بحثا خلاله آخر المستجدات السياسية وخاصة في ضوء لقاء أوباما الأخير مع نتنياهو الثلاثاء الماضي في واشنطن». وأضاف إن رئيس السلطة الفلسطينية أكد لأوباما «التزامه بالانخراط في عملية سلام جادة ومستمرة تقود إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية التي احتلت العام 1967 وإقامة دولة فلسطينية مستقلة». وكانت مفاوضات غير مباشرة بدأت مطلع مايو بين الإسرائيليين والفلسطينيين عن طريق الوسيط الأمريكي جورج ميتشيل، لكنها لم تحقق حتى الآن أي نتائج ملموسة. وجاءت هذه المحادثات بعدما أوقف الفلسطينيون المفاوضات المباشرة في ديسمبر 2008.