ب"حال من العطش الغنائي» استقبل السعوديون حفل الفنانين محمد عبده وراشد الماجد في الرياض مساء أمس (الخميس) اللذين دشنا رسمياً عودة الحفلات الموسيقية إلى العاصمة السعودية بعد انقطاع دام ثلاثة عقود. ولم تكد تعلن شركة «روتانا للصوتيات والمرئيات» المنظمة للحفل الذي استضافه مركز الملك فهد الثقافي، حتى نفدت التذاكر بعد ساعتين من طرحها للجمهور. ثم خرجت الشركة بعدها لتحذر من تزوير محتمل للتذاكر بعد «النجاح الساحق» الذي أخفى أصواتاً طالما تذرعت لمنع إقامة تلك الحفلات، برفض الشعب السعودي للغناء. إلا أن السعوديين أثبوا العكس وحققوا حلم «فنان العرب» ب «عودة الفن السعودي من المنفى» وفق ما صرح قبل أشهر عدة. وسعادة السعوديين بعودة الغناء لم تقتصر على نفاد التذاكر، بل انعكست وبشكل واسع في وسائل التواصل الاجتماعي إذ لم يعل فيها حديث فوق حديث «الحفل التاريخي». ودون المغرد فهد شليل قائلاً: «اليوم نقطة تحول في تاريخ الرياض.. أهلاً بعودة النشاط الثقافي من بوابة محمد عبده وراشد الماجد». وأبدى الصحافي عبد الله مخارش سعادته بالتنظيم، وكتب: «حفل ناجح بكل المقاييس شكراً يا وطني شكراً يا هيئة الترفية شكراً روتانا». وعلى رغم عدم بث الحفل مباشرة وبقاء الفرحة «ناقصة»، كان لعودة الحفلات وقعها لدى السعوديين. وعبر عمر جواد عن سعادته ب«عودة الحفلات الموسيقية»، وكتب: «الحمد لله أني موجود بهذه الفترة الجميلة، فترة عودة الفن السعودي»، فيما غرد بندر: «فعلاً ما أرق الرياض حين ترتدي لباس الفن من جديد»، فيما كتب آخر «اليوم غنت الرياض بعد صمت ل30 عاما». ووصف أحد المغردين لحظة استقبال الجمهور لمحمد عبده ب«اللحظات التي لا تنسى»، بينما راح إبراهيم آل عيبة يوصف من داخل الحفل التفاعل مع غنائه. وقال: «أبو نورة يقف عن الغناء؟ عندما يغني الشعب فيطرب الوطن»، في إشارة إلى توقف محمد عبده عن الغناء للاستماع إلى غناء الجمهور وتفاعله. وكذلك شكل تفاعل الجمهور مع غناء الماجد بحسب المغرد ماجد العاصم «دويتو جميل لا يوجد أروع منه»، فيما وصف الإعلامي السعودي بدر أحمد غناء الماجد «بحال سلطنة اختلفت عن بقية حفلاته الغنائية»، مضيفاً «نشوة الغناء في الرياض تشبه صوت النسيم حين يغازل الخزامى». وتمنى مغردون تكرار هذه الحفلات الموسيقية التي حرم منها السعوديون لعقود كونها "مظهراً حضارياً وحقاً إنسانيا"ً، ودون علي بن غانم متسائلاً: «متى يأتي دورنا ويصير لنا حق في حفل بالدمام لنستمع إلى صوت فنان العرب؟». وكتب عبد العزيز إلى الرافضين لاقامة الحفل: «سيصرخون ضد الغناء، وسيغني الشعب، سيصرخون ضد الموسيقى، وسيطرب الشعب». إلا أن المعترضين كانوا حاضرين بتغريداتهم أيضاً، واتهموا المنظمين ب«تخريب أجيالنا» و«التغريب»، مستشهدين ب«فتاوى تحريم الغناء». وكتب بدر السعود متمنياً «لو حضر للحفل أحد المحتسبين لينكر عليهم أفعالهم»، ووافقه أبو هديل الذي أنكر إقامة الحفل يوم الجمعة. وغرد آخر موجهاً كلامه إلى «هيئة الترفيه»: «لسنا ضد من يريد حفلات للغناء ولكن السؤال يا هيئة الترفية ماذا قدمت للعوائل والأطفال؟».