وصف القائم بالأعمال في السفارة الأميركية في السعودية كريستوفر هينزيل إيران بالدولة الراعية للإرهاب، مشيراً إلى أنها تتدخل في العديد من سياسات دول المنطقة، وتحاول دائماً بتأجيج الصراعات في بعض الدول بما يخدم مصالحها. وأوضح هينزيل في حوار مع «الحياة»، أن هناك العديد من التجاوزات والسياسات الخارجية الخاطئة التي تتبعها إيران اتجاه دول الجوار وقضايا المنطقة، مطالباً إياها بالالتزام بالقرارات الدولية والاتفاقات الخاصة بهذا الشأن كافة، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وجهت أخيراً، تحذيرات شديدة اللهجة إلى طهران بهذا الشأن. وأكد القائم بالأعمال في السفارة الأميركية عمق العلاقات بين الولاياتالمتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية في جميع المجالات، وبخاصة المجالين السياسي والاقتصادي، معرباً عن حرصه على مواصلة الشراكة وتطويرها بما يلبي طموحات الشعبين، مشيداً بالدور الحيوي للمملكة لاعباً رئيساً في العديد من القضايا بالمنطقة، ومن أبرزها محاربة الإرهاب، مؤكداً أنه لا تغيير في السياسات الأميركية في ما يتعلق بالمبتعثين. وهنا نص الحوار: * من الملاحظ تصاعد حدة الخطاب بين أميركا وإيران، كيف تنظر الحكومة الأميركية إلى الحكومة الإيرانية؟ - ليس سراً القول إن إيران دولة راعية للإرهاب، وتتدخل في العديد من سياسات دول المنطقة وتحاول دائماً تأجيج الصراعات في بعض الدول بما يخدم مصالحها، كما اشتهرت إيران بتجاوزاتها السياسية ضاربة عرض الحائط جميع الأعراف والقرارات الدولية الخاصة ببرنامجها النووي، وعليها الالتزام بكل هذه القرارات، علماً بأن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وجهت أخيراً، تحذيرات شديدة اللهجة لطهران بهذا الشأن، وسياستها خاطئة اتجاه دول الجوار، وعليها الالتزام بكل القرارات الدولية والاتفاقات الدولية، وسبق أن وجهت أخيراً، إدارة الرئيس دونالد ترامب تحذيرات شديدة اللهجة إلى طهران، كما أن سجلها حافل بإثارة المتاعب، ومواقفها تشكل تهديداً كبيراً لأمن واستقرار الشرق الأوسط. وفي ما يتعلق بعلاقة إيران مع السعودية فمن الواضح أن إيران تعمل بشكل دائم وبكل الوسائل المتاحة لمهاجمة السياسة السعودية، والعالم بأسره يعلم بأن إيران تتدخل في شؤون عدد من الدول، فمن لبنان إلى البحرين وإلى اليمن والعراق. * هل هناك تأثير على الطلاب السعوديين المبتعثين إلى أميركا في ظل السياسة الأميركية الجديدة؟ - أبداً لا يوجد أي تغيير، والمبتعث السعودي محل ترحيب دائم، وتحتل السعودية المرتبة الثالثة من حيث عدد المبتعثين إلى أميركا. وفي الوقت الحاضر يوجد نحو 75 ألف طالب سعودي مبتعث من الحكومة السعودية في الجامعات الأميركية، وهناك 15 ألفاً آخرين يدرسون على حسابهم الخاص وفقاً لإحصاءات وزارة التعليم، وهو ما أعتقد أنه نقطة إيجابية مضيئة في قطاع التعليم السعودي لرفد القطاعات بخريجين سعوديين من ذوي الاختصاص بما يسهم في دعم مسيرة التنمية، والمبتعثون السعوديون منتشرون في كل الولايات الأميركية ال50 بما في ذلك ولايتي آلاسكا وجزر الهاواي. * كيف تقيمون العلاقات الأميركية - السعودية؟ وهل هناك أي تغيير في هذه العلاقة مستقبلاً في ظل تسلم الرئيس دونالد ترمب؟ - العلاقات بين البلدين نموذج يحتذى به على كل الأصعدة، وهذا ما تؤكده حكومتا البلدين دائماً وفي جميع المحافل العالمية والمؤتمرات الدولية على التعاون المشترك بما يحقق الفائدة المتبادلة والأمن والسلم، ولا يوجد أي تغيير في السياسة الأميركية اتجاه السعودية، وفي أول اتصال هاتفي بين الرئيس دونالد ترمب وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أكدا أهمية مواصلة العمل معاً والتعاون في العديد من المجالات، وهناك تعاون وثيق في العديد من القضايا والشؤون الدولية، ويدعم بعضهما البعض في ما يتصل بالمصالح الجوهرية، ومن أبرز مجالات التعاون: السياسة، والاقتصاد، والسياحة، ومكافحة الإرهاب. * كم بلغ حجم التبادل التجاري بين المملكة والولاياتالمتحدة في عام 2016؟ وما هي أبرز القطاعات التي كان لها النصيب الأكبر من هذا التبادل؟ - تعتبر السوق السعودية من أهم الأسواق للصادرات الأميركية في المنطقة، وتحتل أميركا المرتبة الأولى من حيث حجم الصادرات التجارية إلى المملكة، والتبادل الاقتصادي بين البلدين يزداد عاماً بعد عام، ومن أبرز مجالات التعاون الاقتصادي: التقنية، والطاقة الجديدة، والتكنولوجيا، والمعدات، وغيرها من المجالات الأخرى، وبلغ حجم التبادل التجاري بين المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدة الأميركية للبضائع 34.9 بليون دولار في عام 2016، والمشاريع المشتركة في تزايد مستمر بين البلدين. اتفاقات حيوية * ماذا تعني رؤية المملكة 2030 بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية؟ - «رؤية 2030» نقلة نوعية ورائعة لمستقبل المملكة في جميع المجالات، وتعني لنا الكثير، ويسعدنا أن نكون شريكاً أساسياً في مساعدة أصدقائنا السعوديين لتحقيق هذه الرؤية، وهذا ما أثبته الواقع الذي عكس قوة ومتانة الشراكة بيننا من خلال العديد من الشراكات والاتفاقات التي تم توقيعها بحضور ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته للولايات المتحدة الأميركية أخيراً، والاتفاقات تأكيد على سعي المملكة الجاد لتنفيذ «رؤية 2030» وفق ما هو مخطط له. وتعد الاتفاقات الموقعة مع الشركات الأميركية العملاقة خير دليل على انتقال رؤية السعودية 2030 من التأطير إلى التنفيذ الفعلي، من خلال الشراكة مع كبريات الشركات العالمية الرائدة من خلال استثمارات مباشرة وشراكات استراتيجية بهدف نقل المعرفة والتقنية وتوطين الخبرات في مجالات التصنيع والصيانة والبحث والتطوير، والعديد من المجالات الأخرى، وتهدف الاتفاقات الموقعة مع الشركات الأميركية إلى توطين التقنية وفتح المجال أمام شركات التجزئة العالمية، إضافة إلى الترفيه، وهو ما يقود لتوفير فرص العمل للمواطنين السعوديين. ويأتي في طليعة هذه الاتفاقات الشراكة مع شركة سيسكو سيستمز انترناشيونال، إحدى أضخم شركات تقنية المعلوماتية في عالم تصنيع وبيع وتشغيل شبكات المعلوماتية ومعداتها لتسريع وتيرة التحول الرقمي في السعودية، كما تم توقيع مذكرة تفاهم مشترك مع شركة مايكروسوفت العملاقة للبرمجيات، التعاون في مجال تدريب وتأهيل الكفاءات السعودية، ودعم التحول الرقمي والابتكار القائم على المعرفة، كما التقى ولي ولي العهد السعودي برئيس أكاديمية خان، وبحثا الشراكة الأكاديمية بين مؤسسة مسك الخيرية والأكاديمية، إضافة إلى الاهتمام بقطاع الترفيه بعد لقائه مع شركة «6 فلاغر» الترفيهية الأميركية التي تعد من أكبر مجموعة متنزهات ترفيهية في العالم، وتم الاتفاق على السماح للشركة بالعمل في المملكة. وهناك اتفاق آخر للسماح بدخول عملاق صناعة النفط «داو كيميكال» إلى السعودية، وهذا يعني أن هذه الشركات ستوفر أمرين رئيسين من أهم أهداف «رؤية 2030» وهما: توظيف الشباب السعودي وتوفير التدريب والتطوير المهني في كبريات الشركات العالمية، إضافة إلى توفير أكثر من مليون فرصة عمل للسعوديين. أميركا والسياحة * ما هو تقييمكم للحركة السياحية السعودية في أميركا، وما هي النصائح التي توجهونها للسياح السعوديين؟ - في السنة المالية 2015 تم إصدار أكثر من 133 ألف تأشيرة دخول إلى الولاياتالمتحدة الأميركية لمواطني المملكة العربية السعودية، وغالبية التأشيرات الصادرة كانت لغرض الأعمال التجارية والسياحة، إضافة إلى الدراسة، ونحن في السفارة الأميركية نمنح بشكل متزايد تأشيرات بمدد طويلة للسعوديين، وهذه التأشيرات تُمنح بشكل خاص لرجال الأعمال السعوديين والمسافرين الذين يقومون بزيارة أميركا بشكل متكرر، كما أننا نقدم وبكل سرور أي مساعدة في سبيل حل أية مشكلات قد تعترض السعوديين في منح التأشيرات، ونصيحتي الوحيدة للسعوديين الراغبين في زيارة أميركا تدوين كل البيانات في نماذج طلبات التأشيرة بشكل دقيق وصحيح، وبخاصة أرقام الاتصال والتواصل. * هل من رسالة لكم تودون توجيها للشعب السعودي؟ - هي رسالة صداقة لهذا الشعب الطيب، أشكر لهم اهتمامهم الدائم وحسن التعامل الذي نلقاه دائماً، أنا وجميع منسوبي السفارة.