المنامة - أ ف ب - دعا الرئيس المصري حسني مبارك الى استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين محذراً من انه بغياب المفاوضات ستبني الدولة العبرية المستوطنات على كل الأراضي الفلسطينية. وجاءت تصريحات الرئيس المصري في المنامة أمس خلال لقائه ملك البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة في اختتام جولته الخليجية قادماً من الدوحة. ونقلت وكالة أنباء البحرين عن الرئيس المصري قوله عقب محادثاته مع العاهل البحريني: «لقد تحدثنا في كل القضايا في المنطقة، القضية الفلسطينية وقضايا عربية، بصراحة». وأضاف: «نحن لا نريد للمفاوضات (الفلسطينية - الإسرائيلية) أن تقف ليس بأي ثمن، لأن المفاوضات إذا توقفت ولو استمررنا بإيجاد مخرج للتفاوض على الحدود النهائية ستكون النتيجة أن إسرائيل ستبني على كل الأراضي». وتابع: «سيأتي وقت، لو أردنا أن نقيم الدولة الفلسطينية، لا نجد الأرض (لإقامتها)، وسينتشر الإرهاب في أنحاء العالم ضد إسرائيل وضد أي أحد يساند الموقف الإسرائيلي (...) لذلك نحن نهتم بموضوع المفاوضات كثيراً طبقاً لرغبات الفلسطينيين». إلا أن الرئيس المصري أكد «أننا لا نفرض شيئاً على الفلسطينيين، نحن نتناقش معهم وننصح ونرى خلاصة مطالبهم ونتبناها بالتعاون مع أخواننا في دول الخليج العربي». وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعلن الأحد انه لن يقبل استئناف المفاوضات مع إسرائيل ما لم يشمل تجميد الاستيطان مدينة القدسالمحتلة في حين كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أكد أن القدس لن تكون مشمولة في الصفقة مع الولاياتالمتحدة في شأن تجميد الاستيطان. وكان الرئيس المصري وصل الى الدوحة أمس قادماً من قطر حيث أجرى مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني محادثات «ناجحة على الصعيد الثنائي والتحرك العربي المشترك». وجدد الشيخ حمد التأكيد على أن «الوضع في غزة يهم دولة قطر»، مشيراً الى «دور مصر في تحمل العبء الأكبر، ولكونها أكبر دولة عربية فانها تتحمل العبء الأكبر وأن الاتصالات مستمرة معها ودول عربية أخرى» في هذا الشأن. وأضاف إن «الإخوة في السعودية وسورية يتولون الملف اللبناني وإن دولة قطر تنتظر ما ستسفر عنه هذه الجهود». وأضاف: «بالنسبة لنا فان وضع لبنان كدولة عربية يهمنا، ولبنان مر بمآس كثيرة ونحن نريد تحقيق الأمن في لبنان وعدم إيقاظ أي فتن في لبنان». وسئل مبارك عما إذا كانت زيارته تشكل صفحة جديدة في العلاقات مع قطر فقال: «إن الصفحة مفتوحة منذ زمن»، مشيراً الى أن اتصالاته مع الشيخ حمد قائمة باستمرار ولم تنقطع. وأكد مبارك أن الجانبين المصري والقطري يبذلان أقصى جهد من أجل القضية الفلسطينية. ورد مبارك على تصريحات كان أدلى بها رئيس الوزراء الإثيوبي ميلس زيناوي اتهم فيها القاهرة بدعم مصري للانقلاب على حكومته، معبراً عن دهشته من تلك التصريحات، وقال إن «مصر ترتبط بعلاقات جيدة جداً مع إثيوبيا، وأنها لا يمكن أن تقدم على مثل هذا العمل ضد دولة عربية أو أفريقية». وفي مؤشر الى نجاح زيارة مبارك الى قطر وقع البلدان خلال الزيارة اتفاقات تعاون «لتطوير العلاقات الثنائية» و «التعاون في المجالات القانونية والاقتصادية والتجارية والفنية والسياحية»، ومذكرات تفاهم بين شركة «قطر للبترول» و «الشركة الوطنية القابضة للغاز» وبين وزارتي الخارجية، و «التفاهم في مجال حماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية، إضافة الى مذكرتي تعاون بين شركة «قطر القابضة» ووزارة العلاقات الاقتصادية الخارجية والاستثمار والتجارة».