قال جنرال أميركي إن روسيا نشرت منظومة صواريخ «كروز» قادرة على ضرب أوروبا الغربية وتهدد «حلف شمال الأطلسي» (ناتو)، وتشكل انتهاكاً لمعاهدة تنص على حظر الصواريخ المتوسطة المدى. وأوضح الجنرال الأميركي بول سيلفا أمام لجنة من الكونغرس أمس (الأربعاء): «نعتقد أن الروس نشروا صواريخ كروز تنتهك روح وهدف معاهدة القوات النووية المتوسطة»، و«تشكل خطراً على معظم منشآتنا في أوروبا. ونعتقد أن الروس نشروها عمداً لتهديد حلف شمال الأطلسي ومرافق الناتو». وقال سيلفا إن البنتاغون يسعى إلى تحديد الخيارات الممكنة للرد على عملية النشر هذه، من دون ذكر مزيد من التفاصيل، وأضاف أن «هدفنا (...) هو إيجاد وسائل ضغط لإقناع الروس بالامتثال للمعاهدة». ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» منتصف الشهر الماضي عن مصادر أميركية لم تكشفها أن روسيا بدأت تنشر على أراضيها صواريخ متوسطة المدى قادرة على ضرب أوروبا الغربية. وكانت «معاهدة القوات النووية المتوسطة» التي وقعت العام 1987 وضعت حداً نهائياً لأزمة الصواريخ الأوروبية، السباق إلى التسلح الذي نجم عن نشر الاتحاد السوفياتي صواريخ نووية «أس أس-20» تستهدف عواصم أوروبا الغربية. ورد «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) بنشر صواريخ نووية أميركية «بيرشينغ» ما أدى إلى تظاهرات هائلة تدعو إلى السلام ونقاشات للرأي العام الأوروبي حول شعار دعاة السلم الألمان «نصبح حمراً افضل من أن نموت». ولم تكف الولاياتالمتحدة منذ سنوات عن إدانة سعي موسكو إلى التزود بمثل هذه الصواريخ، وبالنسبة لها فإن ذلك يشكل انتهاكاً فاضحاً لمعاهدة تاريخية تفاوض حولها رونالد ريغن وميخائيل غورباتشيوف مطلع ثمانينات القرن الماضي، ونصت على حظر هذه الصواريخ المتوسطة المدى من الترسانتين الروسية والأميركية وسمحت بإزالة 2700 منها. وتتهم روسياالولاياتالمتحدة بانتهاك المعاهدة، وترى أن النظام الدفاعي المضاد للصواريخ الذي نشره الأميركيون في بولندا ورومانيا خصوصاً يمكن أن يستخدم في إطلاق صواريخ نحو روسيا.