القاهرة - رويترز - قال الرئيس المصري حسني مبارك في تصريحات نشرت اليوم الخميس إن علاقات مصر مع اثيوبيا طيبة ونفى تأكيدات اثيوبيا أن القاهرة تدعم جماعات متمردة في البلاد. وهناك محادثات متواصلة منذ أكثر من عشر سنوات بين مصر واثيوبيا وسبع دول أخرى يمر بها نهر النيل انطلاقا من عدم الرضا عن عدالة اتفاقية تقسيم مياه النيل المبرمة عام 1929 . وقال ملس زيناوي رئيس وزراء اثيوبيا لرويترز يوم الثلاثاء إن مصر لا يمكن ان تنتصر في حرب مع اثيوبيا حول النيل وإن القاهرة تدعم جماعات متمردة في محاولة لزعزعة استقرار بلاده. وقال مبارك لصحيفة الأهرام المملوكة للدولة في أولى تصريحاته حول هذه المسألة "هذه أول مرة نسمع أننا نساند أي قوة في أي بلد.. ولكن لا يمكن أن نفعل ذلك مع أي دولة.. ولا نتعامل بهذا الأسلوب." وبعد تصريحات زيناوي أبدت وزارة الخارجية المصرية دهشتها من التلميح بأن القاهرة ربما تلجأ إلى العمل العسكري في خلاف حول مياه النيل وقالت إنها لا ترغب في المواجهة. وصرح مبارك بأن العلاقات بين مصر واثيوبيا طيبة وأبدى اندهاشه من هذه التصريحات لأن مصر لا يمكن أن تفعل ذلك مع أي دولة سواء كانت عربية أو افريقية. ووقعت اثيوبيا وأوغندا وتنزانيا ورواندا وكينيا اتفاقا لتقاسم مياه النيل في مايو ايار سعيا منها لإلغاء الاتفاقية الاصلية التي تحصل مصر بموجبها على 55.5 مليار متر مكعب من الماء سنويا وهو نصيب الأسد من إجمالي حجم مياه النيل الذي يبلغ نحو 84 مليار متر مكعب. وأمهلت الدول الخمس الموقعة دول حوض النيل الأخرى سنة واحدة للانضام إلى الاتفاق قبل بدء تطبيقه. وأيد السودان مصر كما ترفض الكونجو الديمقراطية وبوروندي التوقيع حتى الآن. وتقول مصر التي تعتمد بشكل كامل على النيل وهي مهددة من التغيرات المناخية إن مياه النيل تغذي قطاعا زراعيا يوفر نحو ثلث الوظائف في البلاد. وتخشى القاهرة من أن يؤدي خفض كمية المياه المتدفقة في نهر النيل إلى تفاقم مخاوف من أن النمو السكاني سيفوق موارد المياه عام 2017 .