كابول - أ ف ب، رويترز - أعلن عبد الله عبد الله، ابرز معارضي الرئيس الأفغاني حميد كارزاي، فوز أنصاره بأكثر من 90 من أصل 249 مقعداً في الجمعية الوطنية (البرلمان) إثر إعلان النتائج «غير المكتملة» للانتخابات أمس، بعد أكثر من شهرين من تنظيمها في 18 أيلول (سبتمبر) الماضي. ترافق ذلك مع احتجاجات لعشرات من المرشحين الخاسرين وأنصارهم في كابول، حمل بعضهم لافتات كتب عليها: «برلمان مخطوف» و «اللجنة المستقلة للانتخابات عدو الديموقراطية». وتعهد عبدالله خصم كارزاي في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في آب (أغسطس) 2009، وشابها تزوير على غرار الانتخابات الاشتراعية الأخيرة، الضغط على الحكومة داخل البرلمان وخارجه للدفع الى إصلاحات وتغييرات إيجابية وتطبيق القانون وتعزيز تنفيذه. وقال: «سنبدأ كمعارضة فازت بثلث مقاعد البرلمان عملنا سريعاً خلال الأسبوعين المقبلين، وسنتعاون مع عدد مهم من الحلفاء في البرلمان للحد من صلاحيات كارزاي وتحقيق بعض التوازنات». لكن ذلك يشكل تحدياً كبيراً في برلمان عجز دائماً عن توحيد صفوفه، بسبب ضمه زعماء حرب وتكنوقراطيين وأعياناً يختلفون في العقائد والمصالح. ويواجه البرلمان رئيساً يحتكر معظم السلطات، في حين يمكن الإفادة جزئياً من تراجع غالبية البشتون في مقاعده، بعدما منعت تهديدات «طالبان» وأعمال العنف ناخبين كثيرين جنوب البلاد وشرقها من الاقتراع. وأعلن مقربون من كارزاي أن ضعف تمثيل البشتون سيطرح مشاكل كبيرة، يمكن ان تشمل استراتيجية سحب القوات الأجنبية والتي أقرت خلال قمة الحلف الأطلسي (ناتو) في لشبونة الأسبوع الماضي، وتقضي بإنهاء المهمات القتالية للقوات الأجنبية نهاية العام 2014، والذي يُعتبر مجازفة كبيرة. ودعا عبدالله الى قبول نتائج الانتخابات باعتباره مصلحة أفغانستان والعملية الديموقراطية فيها، علماً أن اللجنة الانتخابية أقصت 24 مرشحاً أعلنت فوزهم سابقاً، غالبيتهم حلفاء لكارزاي، وعلقت «بسبب مشاكل تقنية» إصدار النتائج الخاصة ب11 مقعداً في ولاية غزنة (جنوب)، أحد معاقل «طالبان» والتي يشكل البشتون معظم سكانها، ما يفسح في المجال أمام انتخابات جزئية محتملة. في المقابل، احتج عشرات من المرشحين المستائين وأنصارهم أمام القصر الرئاسي في كابول، للمطالبة بإلغاء نتائج الانتخابات التي وصفوها بأنها «فاسدة ومخزية». وعلق كارزاي على الاحتجاجات قائلاً: «سد الطرق وارتكاب أعمال عنف لأنهم لم يحصلوا على مقعد، عمل غير صائب يضر البلاد».