طهران، بانجول - أ ب، رويترز، أ ف ب - أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في احدث تقرير حول البرنامج النووي الايراني أصدرته أمس، ان طهران أوقفت موقتاً تخصيب اليورانيوم في الشهر الجاري، لأسباب غير محددة. في المقابل نفت طهران وقف التخصيب، او تأثر برنامجها النووي بفيروس «ستاكسنت»، ولو اقرت بوجود محاولة غربية تخريب برنامجها، وذلك بعد تقارير عن تعطّل آلاف أجهزة التخصيب الإيرانية. وأفاد تقرير دوري للمدير العام للوكالة الذرية الياباني يوكيا أمانو، أن إيران أوقفت موقتاً الشهر الجاري، التخصيب بنسبة منخفضة، من دون أن يحدد أي سبب لذلك. لكن التقرير اشار في الوقت ذاته، الى ارتفاع إجمالي إنتاج إيران من اليورانيوم المنخفض التخصيب (بنسبة 3 في المئة)، ليبلغ 3.18 طن، في مقابل 2.8 طن في آب (أغسطس) الماضي. ويعتبر خبراء إن هذه الكمية كافية لصنع قنبلتين نوويتين على الأقل. وأضافت الوكالة ان ايران أنتجت منذ شباط (فبراير) الماضي، 33 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة، بزيادة نحو 7.8 كلغ عن أيلول (سبتمبر) الماضي، حين قدم أمانو آخر تقرير له حول البرنامج النووي لايران. وجدد أمانو في تقريره الذي أحيل الى مجلس الأمن، قلق الوكالة في شأن احتمال أن تكون إيران تطوّر رؤوساً نووية. كما كرر قلقه لاستمرار انتهاك إيران قرارات مجلس الامن، من خلال مواصلتها التخصيب بنسبة 20 في المئة، وعدم تعاونها في شكل كامل مع الوكالة لتبديد الشكوك حول أبعاد عسكرية محتلمة لبرنامجها الذري. وقال: «طهران تمتنع عن تنفيذ الشروط الواردة في القرارات ذات الصلة الصادرة في حقها، بما في ذلك تنفيذ البروتوكول الإضافي» لمعاهدة حظر الانتشار النووي، والذي اعتبره «القاعدة الأساس التي يمكن بناء الثقة عليها». وطالب طهران باتخاذ كلّ الخطوات اللازمة، لتنفيذ كامل لاتفاق الضمانات المُبرم معها. وقبل ساعات من إصدار أمانو تقريره، وصف رئيس «المنظمة الايرانية للطاقة الذرية» علي أكبر صالحي التقارير حول وقف موقت للتخصيب، بأنها «مزاعم كاذبة للإعلام الغربي لا نكترث بها»، قائلاً: «اذا اعتقد بعضهم ان الفيروس (ستاكسنت) تخطى جدار الحماية، عليهم حينذاك ألا يقلقوا، ويجب اعتبار الملف النووي الايراني مغلقاً». وأضاف: «لكن عملنا يظهر في وضوح فشلهم. وتقارير الوكالة الذرية والزمن سيُثبتان ذلك». تصريح صالحي تلا تقريراً أوردته وكالة «أسوشييتد برس»، أفاد بأن ايران أوقفت التخصيب موقتاً، مشيرة الى ان برنامجها النووي يواجه مشاكل تقنية ضخمة. ونقلت الوكالة عن ديبلوماسيين في فيينا قولهم إنهم يجهلون سبب وقف آلاف أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في التخصيب. لكن الشبهات تتجه الى فيروس «ستاكسنت» الذي أكد خبراء الاسبوع الماضي، انه صُمم لتدمير أجهزة طرد مركزي، من خلال جعلها تدور في شكل خارج عن السيطرة. ونقلت «اسوشييتد برس» عن مسؤول من دولة عضو في الوكالة الذرية، قوله ان تقارير لأجهزة استخبارات غربية تفيد بتغلغل الفيروس في نظام التحكّم في مفاعل «بوشهر» النووي، وسينشط حين يبدأ المفاعل العمل خلال شهور. وأشار الى ان الفيروس سيتداخل مع أجهزة السيطرة على وسائل أساسية في المفاعل، مثل الحرارة والضغط وتدفق النيوترون، ما قد يؤدي الى انصهار في المفاعل، مثيراً احتمال انفجاره. الى ذلك، شدد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد على ان «اجتماع كلّ القوى الشيطانية في التاريخ وتعاونها في ما بينها، لن يجعلها قادرة على إعاقة المسيرة المتسارعة لإيران في تحقيق التقدم والتطور». على صعيد آخر، قطعت غامبيا علاقاتها الديبلوماسية مع إيران، وطلبت من ممثليها مغادرة أراضيها خلال 48 ساعة. وإذ نفى مسؤول في الخارجية الغامبية، ارتباط القرار بشحنة أسلحة إيرانية المصدر ضُبطت في نيجيريا، أفادت معلومات بأنها كانت موجهة إلى غامبيا، أعربت طهران عن «مفاجأتها» للنبأ، وعزته الى «ضغوط أميركية»، معتبرة أن «تعزيز العلاقات بين ايران والدول الافريقية أثار حفيظة الولاياتالمتحدة وحلفائها والكيان الصهيوني». على صعيد الوضع الداخلي، أصدر القضاء الايراني مذكرة توقيف في حق مهدي هاشمي نجل رئيس «مجلس خبراء القيادة» هاشمي رفسنجاني، خصم نجاد. ويتهم القضاء مهدي هاشمي بالتحريض خلال الاضطرابات التي اعقبت الانتخابات الرئاسية العام 2009. وكان مهدي هاشمي الذي يعيش في بريطانيا منذ تلك الانتخابات، قال في رسالة وجّهها الى القضاء الاسبوع الماضي، إنه مستعد للعودة الى طهران، شرط حصوله على ضمانات بأن محاكمته ستكون «عادلة وعلنية». وقال ابراهيم رئيسي نائب رئيس القضاء، والذي أكد إصدار مذكرة التوقيف، أن هاشمي سيحظى بمحاكمة نزيهة.