لا تخلو عروض أزياء الدار الفرنسية «شانيل» من لمحات من النوستالجيا المرتبطة ارتباطاً وثيقًا بعمر الدار وتاريخها العريق. يصعب التحديد منبع الإبهار عندما يتعلق الأمر ب «شانيل»، هل هو التصاميم بحد ذاتها، أم وجود المصمم الألماني كارل لاغرفيلد على رأس الدار، من دون ان يتراجع موسماً واحداً عن سرقة الأضواء، أم هو الديكور القائم بذاته والذي يجعل الصحافيين ومحبي الموضة يتهافتون على حجز مكان لهم بين الحضور في أسبوع الموضة في باريس. للموسم المقبل اختار لاغرفيلد إحياء العقود الجميلة بالتذكير ب «كوكو شانيل» فتحول قصر Grand Palais في باريس إلى مشهد معكوس بالمرايا المستوحاة من المشغل. والنوستالجيا لم تنعكس فقط في الديكور العام للعرض، بل تعدته الى حد استعادة الحقبة الأربعينية بإطلالات العارضات التي تميزت بالأحزمة العريضة لإبراز الأرداف ورشاقة الخصر. وأعاد المشهد الى الأذهان أزياء الزمن الجميل، فبدا مكان العرض اشبه بصالة رقص كبيرة تذكر بأفلام هوليوود الرومانسية مثل «ذا غريت غاتسبي»، حيث الفساتين البراقة المطعمة بالريش. فضلاً عن التايورات المؤلفة من التنانير المنسقة مع السترات بالألوان الموحدة نفسها لتعود بنا إلى الثمانينات بقصة الجيب الكبيرة والأكتاف الضخمة، وتعيد المرأة الى الإطلالة الكلاسيكية الراقية التي تستعين بالتنورة المعتدلة الطول. الكشاكش، الأحزمة، والفساتين الواسعة القصات والأشبه بفساتين سندريللا، لم تخرقها الا الألوان المطعمة بالفضي وبالشك البراق في بعض الأحيان، ما يزيد وقع الفساتين التي تخطف الأنظار. حضرت الدار الفرنسية في حفلة الأوسكار، وتألقت النجمات على السجادة الحمراء وفي الحفلات الكبيرة التي تقام على هامش الحدث السنوي، فتألقت نجمات كثيرات بقصات كارل لاغرفيلد الذي يثبت موسماً بعد آخر ابداعه في المقاربة الخاصة لعالم الموضة، والتي تمزج بين العراقة الكلاسيكية والأسلوب الشبابي العصري، بما يحافظ على استمرار الدار وتألقها. وفي اختتام مجموعة الربيع والصيف خرجت عروس شانيل باللون الزهري عاكساً وردة شانيل المتجددة بقصة الكشاكش الضخمة واللافتة.