أكد مستشار الأمن القومي السابق جايمس جونز أن «ظل ايران المخيم بشؤم على أفق» منطقة الشرق الأوسط هو أحد أسباب الاندفاعة الدولية وراء عملية السلام، مشيراً الى امكان قبول الفلسطينيين بحل تدريجي باتجاه الدولة لا تتخطى فترة تطبيقه عشر سنوات. وقال جونز في محاضرة في معهد آسبن الأميركي أن تقاطع الآراء بين الأوروبيين والعالم العربي والولاياتالمتحدة حول عملية السلام يخلق «فرصة كبيرة» لتحقيق السلام في حال ايجاد المسار الصحيح لتوجيه الطرفين. ولم ينف فكرة تقديم الولاياتالمتحدة خطة للسلام، وهي الفكرة التي أيدها خلال ترؤسه مجلس الأمن القومي في ادارة باراك أوباما حتى نهاية الشهر الفائت، وقال: «هذه الفكرة تم تأييدها خصوصاً من بعض قيادات العالم العربي والأوروبيين. وهو طبعاً أمر قد تدرسه الإدارة في مرحلة ما». وأضاف أن الفشل «ليس خياراً، وأحد الأسباب وراء تلاحمنا في هذه الاندفاعة كون ظل ايران ينسدل بشؤم في الأفق وكمشكلة أكبر للعالم العربي، وهم يريدون التعاطي معها انما بعد حل الوضع في الشرق الأوسط». واعتبر جونز أن اطار الحل معروف لجهة «ما ستكون عليه الدولة (الفلسطينية) 93 في المئة أو 94 في المئة أو 95 في المئة (من الضفة الغربية)». ورأى أن المعضلة هي في الوصول الى هكذا حل وما اذا كان ذلك «سيتم مرة واحدة أو تدريجياً»، وأضاف أن الفلسطينيين «منفتحون على فكرة الجدول الزمني (الحل التدريجي) بدل القول أن ليس هناك اتفاق على شيء قبل الاتفاق على كل شيء». وتوقع جونز فترة لا تتخطى العشر سنوات لتطبيق أي حل تدريجي . ورداً على سؤال عما اذا كان يتوقع من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو التنازل عن أراض للفلسطينيين قال جونز «لا أعرف. لديه تحالف (حكومي) صعب للتعامل معه. في الكثير من الأوقات اعتقدنا أننا سنحرز تقدماً قبل أن نجد صعوبة في الوصول الى الأهداف». الا أنه أكد في الوقت نفسه التزام نتانياهو في الاجتماعات مع الرئيس باراك أوباما بالعمل لأجل تحقيق السلام مع الفلسطينيين على رغم العراقيل الداخلية. وقابل كلام جونز هجوم من اليمين الأميركي المؤيد لإسرائيل على استراتيجية أوباما، ومع اعتبار المسؤول السابق في ادارة الرئيس جورج بوش، أليوت أبرامز، أن استراتيجية الإدارة الحالية «تخل بمبادئ العلاقة الإسرائيلية-الأميركية». وكتب أبرامز، ومعه الخبير في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى مايكل سينغ، في مجلة «فورين بوليسي»، مقالاً ينتقد فيه مقاربة الإدارة لعملية السلام، واشتراطها المساعدات والحوافز الأمنية بوقف تل أبيب التوسع الاستيطاني. كما هاجم أبرامز مبدأ مقايضة اسرائيل الفيتو الأميركي على اعلان دولة فلسطينية في مجلس الأمن بخطوات اسرائيلية نحو السلام، مشيراً الى أن الدعم الأميركي يجب ألا يكون مشروطاً، وأن الاستراتيجية الحالية لن تأتي بنتيجة كونها لا تنبثق من المبادئ التاريخية للعلاقة بين تل أبيب وواشنطن.