الوصول إلى مليون متطوع في السعودية لتحقيق رؤية المملكة 2030 الطموحة، بحاجة إلى برامج وأنشطة غير عادية، إذ إن العدد الحالي لا يتجاوز 11 ألف فقط، ولإقناع الآلاف بالانتظام في أعمال التطوع والمساهمة في برامج وفعاليات تطرح هنا وهناك يستدعي قناعة بأهميتها على المستوى الوطني، ومن بينها «أبها عاصمة السياحة العربية» لهذا العام، حيث قامت وحدة الأنشطة الطلابية في كلية المجتمع بخميس مشيط ممثلة ب«لجنة العمل التطوعي» بحملة تطوعية بيئية تحمل شعار «أبها ستبقى الأبهى» يوم الجمعة الماضي لتنظيف متنزهين من متنزهات منطقة عسير، هما «متنزه العزيزة، و«متنزه عين الذيبة». ويرى المشرف على الفعالية وكيل الكلية الدكتور علي عبدالله مرزوق أن سبب اختيار هذين المتنزهين لصعوبة وصول شركة النظافة إليهما لوعورة المكان، وما يتمتعان به من مناظر خلابة، وشلالات، ومياه جارية تحقيقاً لجملة من الأهداف، أهمها: لفت أنظار المتنزهين إليهما، وتنمية العادات السلوكية الحسنة، والمساهمة في توعية المجتمع في أهمية الحفاظ على البيئة، وتحسين البيئة ونظافتها لتكون نقية وصحية وخالية من الأمراض، وإشراك طلاب الكلية في العمل الميداني لحماية البيئة بما يسهم في تنمية الإحساس بالمسؤولية. وشكر مرزوق عميد الكلية الدكتور أحمد آل مريع، الذي استمع إلى خطة العمل وأهدافه، وسهل كل ما يحتاج إليه الفريق مادياً ومعنوياً، ثم التقى بفريق العمل. ويتكون فريق العمل التطوعي من فهد الوادعي، وموسى علي، وعبدالعزيز الشهراني، وظافر حامد، وحسام القحطاني، وفيصل الشهراني، إضافة إلى وكيل الكلية الدكتور علي مرزوق، والمشرف على وحدة الأنشطة الطلابية في الكلية محمد العدوي. وتمثل التحضير للعمل في الوقوف على الموقعين يوم الخميس وتقدير حجم المخلفات بهما، وشراء الحاجات التي يحتاج إليها الفريق من (قفازات، وملابس رياضية، وكمامات، ومشروبات)، وفي يوم الجمعة انطلق الفريق الساعة الثامنة صباحاً إلى متنزه «العزيزه» أولاً، تلاه متنزه «عين الذيبة»، وكانت خطة العمل تقوم على تصوير المكان بالمخلفات، وتصويره بعد إزالتها منه، ثم قام الطلاب والمشرفين بجمع النفايات في أكياس خاصة من الموقعين، ونقلها إلى أقرب حاويات للنفايات، وانتهى العمل الساعة السادسة مساء، بواقع 10 ساعات عمل تخللها كثير من الصعوبات والعوائق. ويجد التطوع اهتماماً كبيراً من القطاعات كافة وخصوصاً التعليمية، وهو ما حدا بمكتب التعليم بوسط جازان بتنفيذ دورة تدريبية لرواد النشاط بعنوان «أهداف ومجالات العمل التطوعي»، بحضور رئيس الشؤون التعليمية بمكتب وسط جازان أبوبكر بابعير، وذلك بمقر مدرسة طارق بن زياد بمدينة جيزان. وأكد رئيس قسم النشاط الاجتماعي بالإدارة العامة للتعليم بمنطقة جازان محمد النعمي أن مشروع التطوع جاء لتعميق معاني التسامح والتراحم وزرعها في نفوس أبنائنا وبناتنا بما يحقق في نفوسهم الاعتزاز بالدين، والانتماء للوطن، ويتماشى مع رؤية المملكة 2030 المتضمنة تعميق القيم الإيجابية، مؤكداً حرص وزارة التعليم على غرس مبدأ العمل التطوعي لدى الناشئة وتنظيم هذا المشروع المهم في الميدان التربوي. وقدم رائد النشاط محمد الجهني الدورة التدريبية التي حضرها 29 رائد نشاط، وتركزت على أهمية العمل التطوعي ودوره في المجتمع، كما تطرق إلى دور رائد النشاط في المشروع وآلية التنفيذ الصحيحة للمشروع التطوعي الذي يهدف إلى تنمية المسؤولية المجتمعية لدى الطالب والطالبة وتوثيق الصلة بين المدرسة ومحيطها الاجتماعي. وتناولت دورة تدريبية مماثلة هدفت إلى تنمية المجموعات التطوعية والنهوض بالعمل التطوعي في منطقة عسير تاريخ العمل التطوعي، وأهدافه، وفوائده، وصفات المتطوع، والقواعد العامة في السلوكيات والتواصل في العمل التطوعي، إلى جانب أهمية إدارة الوقت والعوائق وأنواعها وكيفية التعامل معها، وحقوق وواجبات المتطوع. وأوضح أمين مجلس شباب مجلس منطقة عسير عادل آل عمر أن المجلس استطاع احتواء 19 فريقاً تطوعياً من شبان وفتيات المنطقة، لديهم العديد من الخبرات في مجال العمل التطوعي من خلال المبادرات التطوعية، إذ يعمل المجلس على تهيئتهم وتمكينهم وتوفير البيئة المناسبة لأعمالهم التطوعية وتوفير حاجاتهم.