واشنطن - «نشرة واشنطن» - يشدد تقرير بعنوان «أنهار الجليد المتغيرة والمائيات في آسيا: معالجة التعرّض إلى الخطر الناجم عن آثار ذوبان أنهار الجليد» الصادر عن «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» الحكومية، على وجوب اعتماد عمل جماعي مكثّف لضمان الحفاظ على استمرار مصادر المياه والغذاء للشعوب التي تعيش في منطقة جبال الهمالايا، التي تضم تسعة أحواض أنهار رئيسة وسلاسل جبلية تمتد بين الهند ونيبال وبوتان وأفغانستان والصين وقرغيزستان وطاجيكستان ودول أخرى، تشكل مجتمعة جزءاً كبيراً من عالم له ظروف مناخية وأحوال طقس متنوعة وتضم نحو بليوني نسمة. ويوضح التقرير ان تغيّر المناخ يهدد بمزيد من تقلّص الموارد وانكماشها في المنطقة المكتظة بالسكان. وبما ان أنهار الجليد آخذة في الانحسار والتراجع بوتيرة بطيئة، فإن وكالات التنمية الدولية ودول المنطقة تملك فسحة من الوقت كي تساعد السكان ومجتمعات المنطقة في الاستعداد للتغيرات، وفقاً للتقرير. ويعرض التقرير، الذي قُدّم في واشنطن، الخطوات التي يمكن للوكالة الأميركية اتخاذها بالتعاون مع الحكومات المحلية، للعمل على حماية مصادر المياه وتخفيف التلوث الذي يعجّل في ذوبان الجليد. وينبّه العلماء إلى «غياب معلومات علمية وافية طويلة الأمد عن كثير من أنهار المنطقة الجليدية»، لكنهم يقولون ان ثمة أدلة كثيرة على ان كثيراً من الأنهار الجليدية في المناطق ذات الارتفاعات المنخفضة آخذة في الانحسار، ما يعني ان موارد المياه اللازمة لريّ المحاصيل الزراعية ودعمها وتلبية احتياجات الأعداد المتزايدة من السكان، ستتعرض إلى مزيد من النقصان. وقالت ماري ملنك، وهي من مستشاري إدارة الموارد الطبيعية لمكتبي آسيا والشرق الأوسط في «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية»: «نريد ان نستبق الوصول إلى المنعطف، بدلاً من ان نقوم برد فعل دائماً». ويوضح التقرير ان معالجة مشكلة شُحّ المياه في منطقة الهمالايا الكبرى ستتطلب أسلوباً جديداً من منهجية تنظيمية متقاطعة، بين وكالات مختلفة، مثل «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية»، ومستوى جديداً من التعاون بين الدول التي تعتمد على مياه الأنهار الجليدية. وتابع ان «تغير المناخ عموماً، وذوبان الجليد خصوصاً، يمكن ان يؤثرا في القطاعات المختلفة، أي النمو الاقتصادي والحكومات والصحّة، فكل القطاعات ينبغي ان تكون معنيّة». ويشدد التقرير على ان استبدال مواقد الطبخ البدائية، التي يصدر عنها كربون معروف بتسريع ذوبان الأنهار الجليدية، يجب ان يكون أحد الأولويات. واشتركت الولاياتالمتحدة مع الأممالمتحدة وعدد من الدول، بتزويد مئة مليون منزل حول العالم بمواقد أفضل بحلول عام 2020. ويفيد التقرير بأن ثمة أولوية أخرى ل «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» بالنسبة إلى منطقة الهمالايا الكبرى، وهي دمج تنظيم الأسرة والخدمات الصحّية الأخرى في برامج المجتمعات الأهلية للتكيّف المناخي. وقالت كريستينا يارو، التي تعمل مستشارة للشؤون الصحّية لمكتبي آسيا والشرق الأوسط في الوكالة، وساهمت في وضع التقرير، إن النمو السكاني الحالي «ليس قابلاً للاستدامة». وتابعت: «إن إيجاد طرق مبتكرة لتحسين الوصول إلى التنظيم الأسري وتوقيت تباعد فترات الحمل سيؤدي إلى بعض النتائج الجانبية المفيدة». ودعت إلى تعزيز برامج الوكالة الأميركية العاملة في تنظيم الأسرة وتقويتها في المناطق المعرّضة لخطر ذوبان الثلوج، مثل حوضي نهري الغانج والهندوس. ويقطن في حوض نهر الغانج نحو 500 مليون نسمة، بينما يضم حوض نهر الهندوس 200 مليون نسمة. ويأتي نحو ثلث مياه نهر الهندوس من ذوبان الجليد، ويشكِّل شحّ المياه في أراضي حوض النهر المرويّة بكثافة مشكلة للناس القاطنين هناك.