استبعد تجار وخبراء في سوق الخضار والفواكه، تراجع أسعار الخضار والفواكه قبل حلول عام 2011، وقالوا إن المنتجات الزراعة ستعود إلى سابق أسعارها خلال شهر كانون الثاني (يناير) المقبل. وعزا هؤلاء في حديثهم إلى «الحياة»، ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية إلى كثرة الطلب وقلة المنتج، وتغيير النمط الشرائي لبعض الدول التي بدأت في استيراد الفواكه والخضراوات، مثل الصين والهند وروسيا من الدول الأوروبية المنتجة، موضحين أن ندرة المياه تحول من دون الاستثمار في المجال الزراعي في السعودية. وقال الخبير في سوق الخضار والفواكه المدير العام لشركات محمد شربتلي المتخصصة في الفواكه سيف الله شربتلي، إن السبب الرئيسي لارتفاع أسعار الفواكه والخضراوات يعود إلى كثرة الطلب وقلة العرض، كما أن هناك نقصاً في الزراعة في جميع البلدان العالمية الزراعية التي يتم الاستيراد منها. وأضاف: «جميع مستوردي الفواكه والخضار على مستوى العالم يتضاربون على كمية قلية موجودة وغير كافية في الفترة الماضية، مع زيادة كبيرة في الطلب على مستوى العالم، إذ إن هناك دولاً لم تكن تستورد الفواكه والخضراوات سابقاً، وحالياً هي من أكبر المستوردين مثل الصين والهند وروسيا، وهو ما أدى إلى زيادة الطلب في مقابل قلة المعروض، ما تسبب في ارتفاع كبير في أسعار الخضراوات والفواكه. وتوقع شربتلي أن تعود أسعار الفواكه والخضار إلى سابق عهدها خلال الأسابيع المقبلة، بعد انتهاء «الكريسماس» و «رأس السنة» في الدول الأوروبية، إذ تعتبر مواسم طلب هناك، وبعد انتهائها ستنخفض الأسعار في أوروبا، ومع بداية يناير سيقل الطلب في أوروبا، ونتوقع أن تعود الأسعار لمستوياتها السابقة. وشدد شربتلي على صعوبة زراعة المزيد من الخضار والفواكه في السعودية بسبب قلة المياه وندرتها، إذ إن بعض الفواكه والخضار يكون 80 في المئة منها ماءً، كما أن حفر الآبار في المزارع لا يحل مشكلة المياه. من جهته، أوضح نائب شيخ دلالي حلقة الخضار والفواكه في جدة عاصم أبو زنادة، أن أسباب الارتفاع الحاصلة في منتجات الفاكهة والخضار هي قلة المنتج، إذ إن أسواق الفواكه والخضار أصبحت شبه فارغة، وهناك طلب كبير من المستهلكين. وأشار إلى أن بعض أنواع الفواكه والخضار انخفضت قليلاً مقارنة بمستوياتها السابقة، مثل الطماطم التي انخفض سعرها بعد أن تم فتح باب الاستيراد من اليمن والسودان التي لم يتم الاستيراد منها منذ سنين، موضحاً أن هناك ارتفاعات هائلة حدثت خلال الأيام الماضية في سوق الخضار والفواكه، إذ تم بيع كرتون «الكوسة» ب 150 ريالاً، وكرتون البامية وصل إلى 370 ريالاً. وقال إن الأسعار ستنخفض خلال شهر يناير، لأن العديد من المزارع ستحصد منتجاتها مثل مزارع جازان، وأيضاً بعض المدن الممتدة على الساحل والتي تنتج العديد من الخضراوات مثل الطماطم والفاصوليا والبامية والكوسة، مشيراً إلى أن الاستيراد من الخارج سيؤدي إلى انخفاض الأسعار في حال كان هناك إنتاج كبير للفواكه والخضراوات في السوق الأوروبية، لافتاً إلى أن أسعار الطماطم تصل في بعض الأوقات إلى ريال واحد للكيلو في حال وجود غزارة في المنتج. وحول أسعار البطاطس، كشف عاصم أبو زنادة أنه للمرة الأولى منذ سنين يتم استيراد البطاطس من خارج السعودية هذا العام، نتيجة لقلة المعروض من المزارع الوطنية بسبب ندرة المياه. من جهته، أشار رجل الأعمال ياسر الجابر الى أن تغير السلوك الشرائي لدى بعض الدول هو السبب في ارتفاع أسعار الفواكه والخضراوات، إذ أصبحت الصين والهند وروسيا تستورد كميات كبيرة من الفواكه والخضراوات في الوقت الذي بقى الإنتاج على ما هو عليه في السابق بالنسبة للدول المنتجة، سواء الأوروبية أو غيرها.