فيما تمتنع إدارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن دعم حكومة الوفاق الليبية المدعومة من الأممالمتحدة، أشارت وكالة أنباء "بلومبيرج" إلى الدعم الكبير الذي تقدمه لقوات المشير خليفة حفتر، موضحة في نفس الوقت أن تعويل روسيا على الأخير يضر بالعملية السياسية ويزيد من الصراع الليبي. ولفت التقرير إلى زيارة حفتر الأخيرة إلى موسكو، ولقائه بكبار المسؤولين بوزارتي الدفاع والخارجية، وإدارة الأمن القومي، بحثا عن الدعم، كذلك قيام مسؤول روسي رفيع بزيارة ليبيا مؤخرا في وقت تواصل فيه بلاده تقديم الدعم المالي والخبرات العسكرية لإنشاء قاعدة عسكرية في شرق البلاد. وتطرق التقرير إلى الدعم الروسي للمشير حفتر، المعروف بمواقفه المعارضة لحكومة الوفاق، مبينا أنه يأتي لتعزيز دور موسكو بالمنطقة ولتأمين مليارات الدولارات التي ستأتي من ليبيا من توريد السلاح والتعاقدات الأخرى، حيث خسرت روسيا ما لا يقل عن أربعة مليارات دولار من اتفاقات الأسلحة التي لم تتم وأكثر من ذلك باتفاقات مشاريع النقل والطاقة، وفقا لمسؤولين حكوميين روس. إشعال الصراع تناول التقرير أيضا مغامرة روسيا بإشعال الصراع في ليبيا المنقسمة، في ظل وجود قوات الجيش الموالية للمشير حفتر والمجموعات المسلحة الموازية المسيطرة على مركز وغرب ليبيا، في ظل اتهام الطرفين بارتكاب انتهاكات، منها التعذيب والقتل خارج نطاق القضاء، وفقا لمنظمات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة. وأوضح الباحث بمركز رفيق الحريري، كريم مزرا، أن سماح الجيش بتصدير النفط من منطقة الهلال النفطي وإيداع العوائد المالية بالمصرف المركزي في طرابلس، أمران يبقيان الوضع الاقتصادي على حاله المنهار، بسبب الجمود السياسي القائم، فيما قد تسفر أوراق الضغط المتوفرة بيد حفتر،عن قبول السراج باتفاق، يعترف بموجبه المشير رسميا بحكومته، في مقابل توليه القيادة الكاملة للقوات المسلحة، والحكم الفعلي للبلاد. التعامل بواقعية أشار العضو البارز بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، ماتيا توالدو، إلى عزم بوتين على بناء شراكة جديدة مع الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، تدعم بموجبها موسكو وواشنطن حربا ضد المجموعات المتشددة في ليبيا، فيما لفت الخبير في معهد الدراسات الشرقية بالأكاديمية الروسية للعلوم، أوليج بولاييف، إلى أن روسيا ترتبط بصلات صداقة مع مصر التي تدعم حفتر، على الرغم من عدم سماح قرارات الأممالمتحدة لأي جهة بخلاف حكومة الوفاق باستلام الأسلحة وتصدير النفط. كما شدد رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط التابع للرئاسة الروسية رافاييل إينيكييف، على وجوب العمل في ليبيا، انطلاقا من الواقع، ومفتاح هذا العمل هو القوة العسكرية والنفط اللذين يمكنان حفتر من فرض شروطه على طرابلس.