علمت «الحياة» أن السفيرة الفرنسية لدى ليبيا بريجيت كورمي اجتمعت مطولاً بقائد فصيل «الجيش الوطني» الليبي المشير خليفة حفتر الذي أبلغها أنه ينوي السيطرة على السلطة في أنحاء ليبيا وأنه غير مستعد للحوار مع أحد. وقالت مصادر فرنسية وليبية إن سجالاً دار بين السفيرة التي تتخذ من تونس مقراً لها وهي نصحته بأن يتحاور مع الأطراف وألا يحاول استخدام السلاح لفرض سلطته لأن إذا أراد ذلك سيختلف مع فرنسا وأوروبا وسيفشل. كما أبلغته أن أوساطاً نافذة في فرنسا تعتقد بأنه إذا حاول أخذ السلطة بالسلاح ستكون النتيجة تأجيج المعارك والحرب الأهلية. وقالت مصادر فرنسية متابعة للملف الليبي إن مصر تريد حلاً سياسياً للوضع الليبي يكون في مصلحة حفتر وهذا يعني أن مصر لا ترى أن بإمكان حفتر أن يصل إلى طرابلس بالمدرعات وأن يأخذ السلطة عسكرياً. ورأت هذه المصادر أن القاهرة مثل أوساط بارزة في باريس، تضغط لكي تتم صفقة سياسية تكون لمصلحة حفتر في شكل أساسي ولكن بالشراكة مع سلطة مدنية حقيقية لرئيس حكومة الوفاق فائز السراج. وأوضحت المصادر أن تردي العلاقة بين مصر والإسلاميين جعلتها غير قادرة بمفردها على التوصل إلى تسوية سياسية يكون المسيطر فيها حفتر، وهي تراهن على الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمساعدة في ذلك. وثمة تباين في الرأي حول ليبيا في فرنسا بين الرئاسة والدفاع من جهة والخارجية من جهة أخرى. ومصادر الرئاسة ووزارة الدفاع تعتبر أن ليست هناك مشكلة إذا كان بإمكان أي جهة دفع تسوية سياسية بين السراج ومصراته وحفتر يكون فيها النفوذ الأكبر للأخير، في حين ترى الخارجية أن قوات حفتر ترتكز على السلفيين. وترى الرئاسة ووزارة الدفاع في باريس أنه يجب تسليم الأمن لحفتر لأنه وحده لديه الوسائل لتحقيق ذلك على عكس السراج. في غضون ذلك (رويترز)، أعلنت ماريا زاخاروفا الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، إنها تتوقع أن يقوم السراج بزيارة موسكو الشهر الجاري، في أحدث مؤشر على رغبة الروس في لعب دور أكبر في ليبيا. وقالت زاخاروفا إن روسيا تسعى للمساعدة في الحفاظ على وحدة الأراضي الليبية وترغب في أن تحل الفصائل المتناحرة خلافاتها عبر المحادثات لا العنف. وزادت: «نواصل العمل مع مركزي السلطة في ليبيا، نحاول تشجيعهما على تجاوز خلافاتهما الداخلية والتوصل إلى حلول وسط في شأن كل المسائل الخلافية». واستقبلت روسيا حفتر الشهر الماضي على متن إحدى سفنها الحربية، بعد زيارته موسكو العام الماضي. ويأتي تجدد الحوار بينه وبين روسيا في وقت تواجه الحكومة المدعومة من الأممالمتحدة في طرابلس المزيد من الأزمات. ويرى مسؤولون غربيون الحكومة المدعومة من الأممالمتحدة سبيلاً لإرساء الاستقرار في ليبيا التي سقطت في هوة القتال والتناحر بين فصائل مسلحة منذ الحرب الأهلية في 2011 التي أطاحت العقيد معمر القذافي. ويخشى معارضو حفتر من أن تواصله مع روسيا هو محاولة لتحدي الحكومة الهشة. وقال مسؤول ومصدر عسكري يوم الأربعاء، إن نحو 70 من جنود حفتر أرسلوا إلى روسيا لتلقي العلاج في واحدة من أول المؤشرات الواضحة إلى التعاون بين موسكو وأحد الفصائل المسلحة في ليبيا.