رفع البرلمان الأوروبي بغالبية أعضائه الحصانة عن مرشحة الرئاسة الفرنسية زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف مارين لوبن التي تشغل أحد مقاعده، استجابة لطلب القضاء الفرنسي، بعدما نشرت في «تويتر» صوراً عنيفة لفظاعات ارتكبها تنظيم «داعش». وأوضح أن الإجراء لا يرتبط بالتحقيق الأوروبي في شأن الاشتباه بتولي مساعدين لنواب حزب الجبهة الوطنية وظائف وهمية في البرلمان الأوروبي، وتوجيه تهم لمديرة مكتبها في هذه القضية. وقالت لشبكة «أل سي بي» التلفزيونية قبل تصويت البرلمان الأوروبي في جلسة عامة أمس: «أؤدي دوري كنائب حين أندد بداعش»، علماً أنها كانت نشرت في كانون الأول (ديسمبر) 2015 ثلاث صور في «تويتر» كتبت تحتها «هذا داعش»، للاحتجاج وفق قولها على «مقارنة مشينة نفذها الصحافي جان جاك بوردان على شبكتي بي أف أم تي في وراديو مونتي كارلو بين داعش والجبهة الوطنية». ونشر النائب عن الجبهة الوطنية جيلبير كولار صوراً مماثلة في «تويتر» مستخدماً تبريرات لوبن ذاتها. لكن مكتب الجمعية الوطنية الفرنسية رفض في 22 شباط (فبراير) طلباً لرفع الحصانة باعتبار أن «طلب القضاء ليس محدداً في شكل كافٍ». إلى ذلك أعلنت شركة «كولومبيا ثريدنيدل انفستمنتس» لإدارة الأصول أن «الأسهم الأوروبية قد تخسر نحو 10 في المئة من قيمتها، والبنوك الأوروبية بين 20 و30 في المئة، ما يجعلها الأكثر تضرراً إذا فازت لوبن بالرئاسة». وتظهر استطلاعات للرأي أن لوبان ستتقدم في الدورة الأولى للانتخابات، لكنها ستخسر الدورة الثانية أمام مرشح الوسط إيمانويل ماكرون أو المرشح المحافظ فرنسوا فيون. ومع تزايد العراقيل في وجه ترشيحي لوبن والمرشح اليميني فرنسوا فيون الذي رفض الانسحاب من السباق الانتخابي على رغم استدعاء القضاء له لتوجيه اتهامات إليه في قضية شغل زوجته وولديه وظائف وهمية، عرض المرشح ماكرون أمام أكثر من 300 صحافي برنامج الاقتصادي بعنوان «عقدي مع الفرنسيين» مركزاً على إصلاح نظم التقديمات الاجتماعية في مجال البطالة والشيخوخة والتي تعاني من عجز يهدد بقاءها، وإصلاح النظام التعليمي وتحفيز المؤسسات على التمركز في الضواحي، وتوظيف شبابها. كما انتقد ماكرون السياسات الحمائية والبيئية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقال: «قد يرتكب ترامب خطأ جسيماً إذا تراجع عن التزامات سلفه في ما يتعلق بالمناخ». وخلال زيارته سيدني، حذر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آرولت من أن «الديموقراطية في خطر بسبب الشعبوية والجهات التي تسعى إلى بناء جدران وإغلاق الحدود»، في انتقادات واضحة لترامب. وأشادت ردود الفعل الأولى على برنامج ماكرون ب «جدّية ورصانة الاقتراحات التي تمزج بين اليسار واليمين». ووصفه معلقون بأنه «محاولة لرد الاعتبار للعمل، ومزيج منسق لإجراءات اقتصادية ليبرالية، وأخرى تهدف إلى تقليص عدم المساواة. واتسع نطاق الشجب لإصرار فيون على مواصله ترشيحه، واشار استطلاع للرأي اجراه معهد «هاريس» أن 25 في المئة فقط من الناخبين تؤيد استمرار ترشحه، في حين أعلن مدير حملته الانتخابية باتريك ستيفانيني تنظيم تظاهرة لمؤيديه في باريس بعد غد الأحد، ما يشكل اختباراً عملياً لشعبيته.