أثارت تهنئة قدمتها السفارة الأميركية لسيدة سعودية عُينت عميدة لكلية الطب في جامعة الطائف، جدلاً واسعاً اليوم (الخميس)، ورفض مغردون سعوديون التهنئة التي قدمتها السفارة عبر حسابها في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» للدكتورة دلال محي الدين نمنقاني، وهي أول سيدة تتولى عمادة كلية طب في جامعة سعودية، كاسرة بذلك احتكار الرجال لهذا المنصب. وصدر قرار تعيين نمنقاني في منصبها يوم 26 شباط (فبراير) الماضي، وفي اليوم التالي غردت السفارة على حسابها الرسمي: «تهانينا للدكتور دلال نمنقاني أول عميدة لكلبة الطب في جامعة الطائف»، مشيرة في تغريدات أخرى إلى سعوديات حققن نجاحات في مجالات مختلفة. ولم يعهد السعوديون تهنئة السفارة الأميركية سيدة تبوأت منصباً حكومياً، ووجد فيها بعضهم أمراً «غريباً» من سفارة طالما اتهمت الوزارة التي تتبع لها، المملكة ب«التمييز ضد النساء»، فيما وصفها آخرون ب«التهنئة الخبيثة»، وعدها بعضهم «تدخلاً في شؤون داخلية». وكتب تركي الغريري: «بعد هذه التهنئة الغريبة؛ نتمنى أن تخبروا إعلامكم بأن المرأة السعودية ليست مضطهدة، كما يروّج البعض». وغرد آخر رافضاً التهنئة «ما شأنكم أنتم؟ أنتم مجرد سفارة ولا يحق لكم التدخل في شؤون بلادنا الداخلية»، داعياً السفارة إلى الاهتمام في شؤون المرأة الأميركية التي تتعرض إلى «مضايقات كثيرة» على حد تعبيره. ولم يقتصر «الاستياء» على الرجال، إذ استهجنت سعوديات التهنئة، وكتبت إحداهن: «بتهنتكم أسأتم لها، فهي عميدة عُينت في الطائف، ولم تعين في سياتل حيث تطلق النار في شوارعها على الملونين»، وكتبت مغردة تطلق على نفسها «لطيفة»: «بصفتي مسلمة لا تشرفني تهنئتكم، لأننا لن نكون مثلكم». وكثرت تساؤلات المغردين السعوديين عن الهدف من التهنئة التي جاءت على حد وصف بعضهم «في غير محلها وخلت من أبجديات الديبلوماسية»، وتساءلت مغردة تطلق على نفسها «رائدة»:«هل سبق وتدخلت السفارة السعودية في واشنطن في قضايا الأميركيات؟». وتبعها مشارى متسائلاً: «ما الرابط بين السفارة والتعليم والجامعة؟». واستغرب مساعد الكثيري بدوره: «لماذا سارعتم بتهنئتها من دون غيرها من عشرات الرجال المعينين في مناصب عليا؟». وعلى جانب آخر، رأى مغردون في التهنئة «تصرفاً طبيعياً من سفارة دولة تهتم في قضايا المرأة»، مطالباً بإعطاء المرأة السعودية «حقوقها» المتمثلة من وجهة نظره في «تسلم المناصب المختلفة، وقيادة السيارات وغيرها»، فيما وجدها آخر فرصة للسخرية متسائلاً: «لماذا لم تهنئوني وأنا أنتقل من منصب إلى منصب؟». وأثار اهتمام السفارة الأميركي «المفاجئ» في أول عميدة سعودية شهية سعوديين للمطالبة بالإفراج عن الشابين السعوديين حميدان التركي وخالد الدوسري القابعين في السجون الأميركية منذ سنوات. يذكر أن الدكتورة نمنقاني تحمل شهادة بكالوريوس الطب والجراحة (MBCHB) من جامعة الملك عبدالعزيز في جدة العام 1991، وحاصلة على سبع زمالات في علوم الأمراض والخلايا والأنسجة، وهي عضو في جمعيات علمية عدة. وبدأت نمنقاني مسيرتها العملية في العام 1991-1992 طبيبة امتياز في كلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز في جدة وتنقلت لاحقاً بين وظائف عدة في الكلية ذاتها، لتنتقل بعدها إلى مستشفيي الهدا العسكري، والملك عبدالعزيز التخصصي في الطائف، قبل أن تستقر في جامعة الطائف قبل ستة أعوام، أستاذ مساعد علم الأمراض في كلية الطب، وحصلت أخيراً على ترقية علمية إلى درجة «أستاذ دكتور» (بروفيسور). وشغلت نمنقاني، الاستشارية في علم الأمراض النسيجي والتشريحي، إلى جانب عملها في جامعة الطائف، عميدة مكلفة للدراسات الجامعية في الجامعة نفسها، وهو أعلى منصب في الجامعة يخص شطر الطالبات، قبل تعيينها في منصبها الجديد.