لقي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز استقبالاً رسمياً وشعبياً حافلاً لدى وصوله جاكرتا أمس، في زيارة رسمية هي الأولى لعاهل سعودي منذ نحو 50 عاماً، ضمن جولة آسيوية تشمل سبع دول (ماليزيا، إندونيسيا، بروناي، اليابان، الصين، جزر القمر)، إضافة إلى الأردن لحضور القمة العربية نهاية الشهر الجاري (للمزيد). وشهد خادم الحرمين والرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، توقيع 11 مذكرة تفاهم للتعاون بين البلدين في أعقاب محادثات رسمية جرت في القصر الرئاسي، وشملت التجارة والطيران وتعزيز التعاون في مجال الشؤون الإسلامية والعلوم والصحة والثقافة ومكافحة الجريمة، إضافة إلى توقيع اتفاق جديد بقيمة ستة بلايين دولار بين شركتي «أرامكو» السعودية و «برتامينا» الإندونيسية لتوسيع أكبر مصفاة للنفط في إندونيسيا. وجرى التوقيع على إعلان مشترك استهدف رفع مستوى الرئاسة للجنة المشتركة، كما جرى توقيع مذكرة تفاهم في شأن مساهمة الصندوق السعودي للتنمية في تمويل مشاريع إنمائية. وأكد خادم الحرمين الشريفين، في كلمة خلال جلسة المحادثات مع الرئيس الإندونيسي، في قصر إستانة الرئاسي في جاكرتا، ضرورة تعزيز وتعميق العلاقات الثنائية التي تجمع السعودية وإندونيسيا في جميع المجالات. وقال الملك سلمان: «أستذكر بالتقدير زيارة فخامتكم إلى المملكة العربية السعودية العام 2015، التي فتحت آفاقاً جديدة في العلاقات بين بلدينا في جميع المجالات». وأضاف: «انطلاقاً من القواسم المشتركة التي تجمع بين بلدينا، وبحكم عضويتيهما في منظمة التعاون الإسلامي، وهيئة الأممالمتحدة، ومجموعة ال20، فإن الحاجة تدعو لتوثيق أواصر التعاون بينهما في جميع المجالات». وشدد على أن «التحديات التي تواجه العالم، وفي مقدمها ظاهرة الإرهاب، تحتم علينا جميعاً تعميق الحوار وتكثيف الجهود لمواجهة هذه التحديات»، معبراً عن تقديره لموقف إندونيسيا في دعم التضامن الإسلامي، ودعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وسعي إندونيسيا إلى تقريب المواقف بين الدول الإسلامية. وأوضح أن «تطوير العلاقات على أسس راسخة ومتينة سيُساهم إيجاباً في معالجة الأزمات والقضايا الإقليمية والدولية، ويعزز التعاون بين الدول الإسلامية القائم على مبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وحل النزاعات بالطرق السلمية، وفقاً لميثاق منظمة التعاون الإسلامي، وميثاق الأممالمتحدة، ومبادئ القانون الدولي». بدوره، رحب الرئيس الإندونيسي بخادم الحرمين الشريفين، مبدياً اعتزازه والشعب الإندونيسي بهذه الزيارة التاريخية. وأكد المكانة الكبيرة والخاصة للمملكة العربية السعودية في قلوب شعب إندونيسيا، مشيراً إلى أهمية التعاون بين البلدين. ومن المفترض أن يلقي الملك سلمان كلمة أمام البرلمان الإندونيسي اليوم، وأن يزور «مسجد استقبال» الأكبر في جنوب شرقي آسيا. وفي ختام زيارة خادم الحرمين إلى ماليزيا أمس، صدر بيان مشترك أعلن خلاله البلدان إنشاء مركز عالمي للسلام مقره ماليزيا باسم «مركز الملك سلمان للسلام العالمي»، بالتعاون بين كل من مركز الحرب الفكرية في وزارة الدفاع السعودية ومركز الأمن والدفاع في وزارة الدفاع الماليزية، وجامعة العلوم الإسلامية الماليزية، ورابطة العالم الإسلامي، على أن تنسق هذه الجهات في ما بينها لإكمال الترتيبات اللازمة لتنفيذ انطلاقة المركز خلال 90 يوماً من تاريخ إعلانه. وأعرب البلدان عن قلقهما البالغ إزاء التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وأكدا الحاجة إلى التزام إيران مبدأ حسن الجوار واحترام سيادة الدول. واتفق الجانبان على تعزيز التعاون العسكري بين البلدين وتطوير مجالات التدريب والتمارين المشتركة وتبادل الخبرات العسكرية.