أعرب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عن تطلعه إلى أن تساهم زيارته الرسمية لإندونيسيا التي بدأها أمس في «خدمة مصالح البلدين والشعبين». وأكد خلال محادثاته مع الرئيس جوكو ويدودو، سعادته بالزيارة، مشيداً بحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، ومتطلعاً إلى تطوير العلاقات نحو آفاق أرحب بما يخدم المصالح السعودية- الإندونيسية المشتركة. وقال الملك سلمان في كلمته: «أستذكر بالتقدير زيارة فخامتكم المملكة العربية السعودية عام 2015، التي فتحت آفاقاً جديدة في العلاقات بين بلدينا في كل المجالات»، مضيفاً أنه «انطلاقاً من القواسم المشتركة التي تجمع بين بلدينا، وبحكم عضويتهما في منظمة التعاون الإسلامي، وهيئة الأممالمتحدة، ومجموعة ال20، فإن الحاجة تدعو إلى توثيق أواصر التعاون في كل المجالات». وشدد على أن «التحديات التي تواجه العالم، وفي مقدمها ظاهرة الإرهاب، تحتم علينا جميعاً تعميق الحوار وتكثيف الجهود لمواجهة هذه التحديات»، معبراً عن تقديره لموقف إندونيسيا في دعم التضامن الإسلامي، ودعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وسعيها إلى تقريب المواقف بين الدول الإسلامية. وأوضح أن «تطوير العلاقات على أسس راسخة ومتينة سوف يساهم إيجاباً في معالجة الأزمات والقضايا الإقليمية والدولية، ويعزز التعاون بين الدول الإسلامية القائم على مبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وحل النزاعات بالطرق السلمية، وفقاً لميثاق منظمة التعاون الإسلامي، وميثاق الأممالمتحدة، ومبادئ القانون الدولي». وألقى ويدودو كلمة جدد فيها الترحيب بخادم الحرمين الشريفين في بلاده، واصفاً هذه الزيارة ب «التاريخية». وأكد عمق العلاقات بين المملكة وإندونيسيا، وحرص بلاده على تعزيزها وتنميتها في مختلف المجالات، بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين، مشيراً إلى استعداد بلاده لأن تكون «شريكاً استراتيجياً للمملكة في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030». إلى ذلك، قلد الرئيس الإندونيسي خادم الحرمين الشريفين وسام «نجمة الجمهورية الإندونيسية» الذي يعد أعلى الأوسمة في بلاده، خلال حضورهما التوقيع على عدد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم في قصر إستانة الرئاسي في جاكرتا أمس، وذلك تقديراً لجهوده في المجالات كافة. وفي حضور خادم الحرمين الشريفين وويدودو، تم توقيع إعلان مشترك ومذكرات تفاهم وبرامج تعاون بين حكومتي المملكة وإندونيسيا. وجرى توقيع إعلان لرفع مستوى رئاسة اللجنة المشتركة، وقعه من الجانب السعودي وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار مدني، ومن الجانب الإندونيسي وزيرة الخارجية ريتنو مارسودي. كما جرى توقيع مذكرة تفاهم بشأن مساهمة الصندوق السعودي للتنمية في تمويل مشاريع إنمائية، وقعها من الجانب السعودي نائب الرئيس العضو المنتدب المهندس يوسف البسام، ومن الجانب الإندونيسي وزيرة المالية سري مولياني. ومذكرة للتعاون الثقافي، وقعها من الجانب السعودي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي، ومن الجانب الإندونيسي وزير التعليم والثقافة الدكتور مهاجر أفندي، وبرنامج التعاون في مجال قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وقعه من الجانب السعودي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور إبراهيم العساف، ومن الجانب الإندونيسي وزير التعاونيات والمنشآت الصغيرة والمتوسطة بوسبا يوغا. كذلك تم توقيع مذكرة تفاهم للتعاون في المجالات الصحية، وقعها من الجانب السعودي وزير النقل سليمان الحمدان، ومن الجانب الإندونيسي وزيرة الصحة نيلا ملوك. ومذكرة تفاهم لإطار تشغيلي للنقل الجوي، وقعها من الجانب السعودي وزير النقل سليمان الحمدان، ومن الجانب الإندونيسي وزير النقل بودي كارايا سومادي. وبرنامج تعاون علمي وتعليمي، وقعه من الجانب السعودي وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى، ومن الجانب الإندونيسي وزير البحوث والتكنولوجيا والتعليم العالي محمد ناصر. وتم توقيع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الشؤون الإسلامية، وقعها من الجانب السعودي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح آل الشيخ، ومن الجانب الإندونيسي وزير الشؤون الدينية لقمان حكيم سيف الدين، ومذكرة تفاهم في مجال المصائد البحرية والثروة السمكية، وقعها من الجانب السعودي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي، ومن الجانب الإندونيسي وزيرة الشؤون البحرية والسمكية سوسي بودجي استوتي. وتوقيع برنامج التعاون في المجال التجاري، وقعه من الجانب السعودي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور إبراهيم العساف، ومن الجانب الإندونيسي وزير التجارة إنفرتيستو لوكينتا. كما جرى توقيع اتفاق تعاون في مجال مكافحة الجريمة، وقعها من الجانب السعودي مدير الأمن العام الفريق عثمان المحرج، ومن الجانب الإندونيسي رئيس شرطة إندونيسيا الفريق تيتو كار نافيان.