بدأ الرئيس محمود عباس أمس زيارة لمصر تستمر يومين يتباحث خلالها مع الرئيس حسني مبارك في الافكار الاميركية لاستئناف المفاوضات في مقابل تجميد اسرائيل للاستيطان لمدة ثلاثة اشهر. وكان عباس تلقى رسمياً قبل أيام الافكار الأميركية في شأن تجميد الاستيطان واستئناف المفاوضات في مقابل ضمانات امنية وسياسية لاسرائيل. وقال مسؤولون فلسطينيون ل «الحياة» ان الرئيس عباس ابلغ مساعد المبعوث الاميركي لعملية السلام ديفيد هيل الذي نقل له هذه الافكار، ان اي تجميد للاستيطان لا يشمل القدس لن يكون مقبولاً للجانب الفلسطيني. وكشفت مصادر غربية ل «الحياة» ان من بين الافكار الجاري درسها تقديم صيغة غامضة لتجميد الاستيطان لإرضاء الطرفين: الفلسطيني الذي يريدها ان تشمل القدس، والاسرائيلي الذي لا يريدها ان تشمل القدس. وقالت ان الجانب الاميركي يتفاوض مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو على ان لا يقر بناء وحدات سكنية جديدة في القدس خلال فترة التجميد التي تستمر ثلاثة اشهر، على ان يواصل بناء الوحدات السكنية المقرة من السابق. وكانت وزارة الخارجية الاميركية اعلنت اول من امس ان الولاياتالمتحدة مستعدة لعرض ضمانات أمنية كتابية على اسرائيل اذا كان هذا سيساعد على استئناف محادثات السلام المتعثرة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية بي.جيه. كرولي في بيان صحافي: «نواصل مناقشاتنا مع الاسرائيليين. اذا كانت هناك حاجة لتقديم تفاهمات محددة كتابة فسنكون مستعدين لعمل هذا». وبعد وقت قصير من الاعلان الاميركي، قال الناطق الرئاسي الفلسطيني نبيل ابو ردينة: «من حيث المبدأ نحن نرفض الربط بين عملية تجميد الاستيطان وتقديم ضمانات امنية اميركية لاسرائيل ... العلاقة الاستراتيجية الامنية الاميركية - الاسرائيلية لا علاقة لنا بها على الاطلاق»، مضيفاً: «الجانب الفلسطيني هو من بحاجة الى ضمانات امنية وليس اسرائيل التي لديها كل هذا التفوق الامني في المنطقة». من جانبه، قال نمر حماد المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني ان الاخير سيلتقي الرئيس حسني مبارك صباح اليوم في القاهرة. واضاف: «هذه الزيارة تمثل استمراراً للتشاور الدائم والمستمر بين عباس ومبارك في شأن الأفكار الأميركية لاستئناف المفاوضات». وأضاف: «لم نطلع بشكل كامل على هذه الأفكار، لا نحن ولا الأشقاء في مصر رغم بعض التلميحات، ومن هنا سيكون لقاء تشاورياً، ويتمخض عنه تقويم مشترك للخطوات التي يمكن أن نقدم عليها مستقبلاًً في حال وصلت لنا الأفكار الأميركية مبلورة بشكل كامل من واشنطن». وأشاد بدور مصر الداعم للقضية الفلسطينية، سواء في ما يخص «دعم حقوق شعبنا ومواقف القيادة الفلسطينية» أو على صعيد تحقيق المصالحة، وإنهاء الانقسام الناجم عن إنقلاب «حماس» في غزة. ويرافق الرئيس عباس في زيارته لمصر كل من أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه، ورئيس دائرة شؤون المفاوضات في المنظمة الدكتور صائب عريقات، وأبو ردينة. ومن المقرر ان يلتقي عباس ايضا الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى.