دعت المملكة المجتمع الدولي إلى اعتماد صك يعرّف الإرهاب بجميع أشكاله وصوره تعريفاً محدداً، وينص بوضوح على التزامات الدول به، مؤكدة أن «الإرهاب مهدد رئيس لحقوق الإنسان». وأوضح رئيس هيئة حقوق الإنسان رئيس وفد المملكة خلال الدورة ال34 لمجلس حقوق الإنسان رفيعة المستوى الدكتور بندر العيبان، التي افتتحت في جنيف أمس (الثلثاء) أن «السعودية مضت في جهودها المستمرة لمكافحة الإرهاب، مع التأكيد أن تكون هذه الجهود متفقة مع معايير حماية حقوق الإنسان، وفي هذا الصدد بادرت المملكة بالعمل مع المجتمع الدولي لحماية المجتمعات من آفة الإرهاب، وذلك بتشكيل تحالف إسلامي عسكري لمحاربته». وأكد العيبان في كلمة المملكة أهمية مواصلة مجلس حقوق الإنسان مناقشاته حول قضايا حقوق الإنسان، مع مراعاة تنوع القيم والثقافات، بوصفها عاملاً مهماً لتعزيز حقوق الإنسان وحمايتها. وقال - بحسب وكالة الأنباء السعودية -: إن «المملكة تتعاون مع أجهزة وآليات الأممالمتحدة المعنية بحقوق الإنسان تعاوناً فاعلاً، وتواصل جهودها عضواً في مجلس حقوق الإنسان للمرة الرابعة»، مبيناً أن «المملكة أكملت تقديم جميع التقارير الخاصة باتفاقات حقوق الإنسان الأساسية التي أصبحت طرفاً فيها، وتعمل على تنفيذ التوصيات التي التزمت بها في إطار آلية الاستعراض الدوري الشامل، وتواصل تعاونها مع الإجراءات الخاصة، إذ زار المملكة خلال الأشهر الماضية المقرر الخاص المعني بتعزيز وحماية حقوق الإنسان في سياق مكافحة الإرهاب، والمقرر الخاص المعني بالفقر المدقع وحقوق الإنسان». وشدد على ما تشهده المملكة من عمل من أجل حماية وتعزيز حقوق الإنسان، موضحاً أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تواصل جهودها في تعزيز وحماية حقوق الإنسان، انطلاقاً من مبادئ وأحكام الشريعة الإسلامية. ولفت إلى أن «هذه الجهود شملت تطوير الإطار التشريعي والمؤسسي لحماية وتعزيز حقوق الإنسان، إذ تم تعديل تنظيم هيئة حقوق الإنسان، لتصبح مرتبطة بالملك مباشرة، وأُنشئت الهيئة السعودية للمحامين، ومجلس شؤون الأسرة، وصدر نظام الجمعيات والمؤسسات الأهلية، كما تجري حالياً مراجعة نظام الإجراءات الجزائية، وإعداد مشروع نظام جزائي جديد لمكافحة إساءة استعمال السلطة». واستعرض العيبان أمام مجلس حقوق الإنسان رؤية المملكة 2030، وقال: «بدأت المملكة العمل في تنفيذ رؤية 2030، التي تهدف إلى تحقيق التنمية الشاملة من منطلق قيم المملكة وثوابتها وتوظيف إمكانات البلاد وطاقاتها، والاستفادة من موقعها، وما تتميز به من ثروات وميزات لتحقيق مستقبل أفضل للوطن وأبنائه والمقيمين فيه». وأشار إلى أن «الرؤية شملت وسائل وآليات لتحقيقها، من أبرزها برنامج إعادة هيكلة الحكومة، وبرنامج الرؤى والتوجهات، وبرنامج مراجعة الأنظمة، وقياس الأداء، وأكدت تعزيز وحماية حقوق الإنسان، واتخاذ العديد من الإجراءات والتدابير لاحترام هذه الحقوق وحمايتها والوفاء بها، كالحق في الصحة، والحق في التعليم، والحق في العمل وحماية الأسرة، وتمكين المرأة وتعزيز المشاركة في الحياة السياسية والعامة، وتكوين الجمعيات ودعمها، والحق في المشاركة الثقافية والفكرية والاجتماعية، وغيرها من الحقوق». وأكد رئيس هيئة حقوق الإنسان أن «المملكة تولي أهمية كبرى لقضايا التنمية ودعم جهودها في الدول النامية، خصوصاً الفقيرة منها، وتسعى إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في تلك الدول، سعياً للنهوض بالإنسان في تلك المجتمعات، كما تدعم جميع الجهود الدولية الرامية لإعمال الحق في التنمية المستدامة». وشدد على أهمية تصدي المجتمع الدولي للمهددات التي تحيط بقيم الحفاظ على الأسرة، قائلاً: «يواجه المجتمع الإنساني اليوم تحديات كبيرة في الحفاظ على قيم الأسرة وحمايتها من الانحراف والتفكك والتطرف والكراهية والعنصرية، ومن الواجب علينا التصدي لهذه التحديات بكل جدية». وتنتقد ما يتعرض له الشعب الفلسطيني أوضح رئيس هيئة حقوق الإنسان رئيس وفد المملكة خلال الدورة ال34 لمجلس حقوق الإنسان رفيعة المستوى الدكتور بندر العيبان أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان من سلطات الاحتلال الإسرائيلي يستوجب من المجتمع الدولي القيام بمسؤولياته واتخاذ التدابير اللازمة لإنهاء معاناته، ووضع حد لتجاهل سلطات الاحتلال لقرارات الشرعية الدولية، ومحاولاتها المتكررة إفشال الجهود التي تبذلها أجهزة الأممالمتحدة وآلياتها، بما فيها مجلسكم الموقر، مشدداً على حق الشعب الفلسطيني في قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وفي الشأن اليمني، قال: «لا تزال الميليشيات الحوثية وقوات صالح تعملان على إفشال أي محاولة لإرساء الأمن والاستقرار في اليمن، مواصلتين في ذلك عدوانهما على الشعب اليمني، من خلال الاغتيالات وقتل المدنيين، بما فيهم النساء والأطفال والمسنون، وحصار المدن والقرى، وتجنيد الأطفال، والاعتداء على الأراضي السعودية، والاستيلاء على المساعدات الإنسانية». وحول الوضع السوري، قال: «إن آلة القتل والتدمير التي يقودها النظام السوري فاقد الشرعية ما زالت تهجّر الشعب السوري الشقيق، وتحصد أرواح من بقي منهم، وتدمّر مقدراته وثرواته، ويجري ذلك كله وسط صمت من المجتمع الدولي، ما جعل الأراضي السورية بيئة خصبة للإرهاب». ودان العيبان الانتهاكات بحق الأقلية المسلمة في ميانمار، وقال: «اطلعنا ببالغ الأسف على التقارير الدولية، بما في ذلك تقرير المفوضية السامية لحقوق الإنسان بشأن ميانمار، الذي تضمن العديد من الانتهاكات المروعة، كالقتل الجماعي وقتل الأطفال، واغتصاب النساء، والحصار، وغيرها من الانتهاكات. وفي هذا السياق، تدعو المملكة جميع أجهزة وآليات الأممالمتحدة ذات العلاقة بالعمل على وضع حد لهذه الجرائم التي ترتكب بدافع عنصري مقيت، وحماية الأقلية المسلمة في هذا البلد».