في أول خطاب له من نوعه، توجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الكونغرس فجر اليوم الأربعاء، لمخاطبة جلسة مشتركة للنواب والشيوخ. وتسرّب في واشنطن قبل ساعات من الخطاب، أنه سيعتمد نبرة أكثر تفاؤلاً عن تلك التي اعتمدها خلال حملته الانتخابية، ويسعى إلى احتواء الانقسام الداخلي، واعداً الأميركيين بتغييرات اقتصادية جذرية وبالقضاء على الإرهاب في الشرق الأوسط. وأرسل 120 جنرالاً أميركياً سابقاً رسالة إلى البيت الأبيض يحضون فيها الرئيس على عدم اقتطاع موازنة الخارجية الأميركية. وفي مناسبة تحاكي خطاب «حال الاتحاد»، يستعرض ترامب في الجلسة المشتركة، خطته الاقتصادية ورؤيته للعام الأول من ولايته بموازنة استثنائية تشملها مشاريع بنى تحتية ضخمة وزيادة الإنفاق العسكري ب54 بليون دولار، في مقابل اقتطاع من برامج حكومية أخرى. وتوقع مراقبون أن يعتمد الخطاب أسلوباً يوحّد الأميركيين بعد شهر من التجاذبات الداخلية والانقسام العقيم بين الحزبين، الأمر الذي حمّل ترامب مسؤوليته إلى الإعلام الأميركي، مُقِراً في الوقت ذاته بفشل إدارته في إيصال رسائلها إلى الرأي العام بشكل جيد. وساهمت هذه الأجواء والاتهامات بارتباط مستشاريه بروسيا إلى تراجع شعبية ترامب، ليصبح اليوم أقل الرؤساء شعبية، بنسبة تأييد لا تزيد على 41 في المئة. وسيحاول ترامب «قلب الصفحة» والتركيز على القضايا الاقتصادية داخلياً، بخلق وظائف من خلال مشاريع بنى تحتية ضخمة، وخارجياً بتثبيت الحضور الأميركي وضرب «داعش»، وهي الخطوط العريضة التي أوصلته إلى الرئاسة في الحملة الانتخابية. وأكدت مصادر موثوق فيها ل «الحياة»، أن ترامب يستعجل الاستراتيجية ضد «داعش» بعد تسلم مراجعة وزارة الدفاع (البنتاغون) وتوصياتها مطلع الأسبوع. وترأس وزير الدفاع جيمس ماتيس اجتماعات حول الخيارات المتاحة، بانتظار أن يحسم الرئيس نوع الاستراتيجية في الأسابيع المقبلة. وأشارت المصادر إلى أن معظم الخيارات تتمحور حول الأدوات التي استخدمتها إدارة باراك أوباما إنما مع تعزيزها وزيادة القدرات العسكرية والمالية. ورحبت أوساط وزارة الدفاع بالزيادة المتوقعة في موازنتها، والتي ستتطلب موافقة الكونغرس في الصيف المقبل، فيما بدأت سجالات حول المبالغ المخصصة لوزارة الخارجية. ووقّع 120 قائداً عسكرياً سابقاً بينهم الجنرال المتقاعد ديفيد بترايوس، رسالة حضوا فيها ترامب على عدم اقتطاع موازنة الخارجية، نظراً إلى حيويتها في مواكبة الخطط العسكرية للإدارة الجديدة وتنفيذها. وأبلغت مصادر أميركية «الحياة»، بأن «شعوراً بالتهميش والقلق يشوب وزارة الخارجية الأميركية» مع تحكم البيت الأبيض بملفاتها وعدم تعيين ناطق باسمها حتى الآن، إضافة إلى علاقة غير قوية بين ترامب والوزير ريكس تيلرسون الذي تعرّف إليه الرئيس الجديد قبل أسبوعين من ترشيحه في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وكشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن حاكم ولاية يوتاه السابق جون هانتسمان، السفير السابق أيضاً لدى الصين خلال إدارة باراك أوباما، بات من أبرز المرشحين المحتملين لتولي منصب نائب وزير الخارجية. ومن المعروف عن هانتسمان اعتداله كديبلوماسي، وإتقانه لغة الماندارين، وعلاقته الجيدة بفاعليات شرق أوسطية عدة. وبعد خطابه اليوم، من المنتظر أن تعلن إدارة ترامب قرارها الجديد حول السفر من بعض الدول الشرق أوسطية في أعقاب إحباط القضاء الأميركي القرار الأول. في موسكو (رويترز)، نقلت وكالات أنباء روسية عن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي، قوله إن بلاده ستحلل الإشارات واللفتات التي سترد في خطاب ترامب. وأكد ريابكوف أن روسيا لم تبحث مع إدارة ترامب العقوبات المفروضة عليها ولم تطلب إلغاءها. لكن قال إنه سيكون من الأسهل لروسيا العمل مع الولاياتالمتحدة بشأن الأزمة في سورية إذا رفعت العقوبات، مشيراً إلى أن العلاقات مع الولاياتالمتحدة عند أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة.