عبد المالك سلال، الذي عاد الى منصبه رئيساً للوزراء في الجزائر دخل السياسة مع تولي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الحكم بعد خبرة طويلة في الادارة والديبلوماسية. وتسلم سلال منصب رئيس الوزراء من 4 ايلول (سبتمبر) 2012 الى آذار (مارس) 2014، عندما كلفه بوتفليقة ادارة حملته لانتخابات الرئاسة في 17 نيسان (ابريل)، التي فاز بها بنسبة 81 في المئة من الاصوات. وشغل وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي منصب رئيس الوزراء بالنيابة خلال هذه الفترة. وعبد المالك سلال المولود في الاول من آب (اغسطس) 1948 في قسنطينة (430 كلم شرق الجزائر) خريج المدرسة الوطنية للادارة، لكنه استطاع فرض نفسه كأحد الفاعلين الأساسيين في محيط الرئيس بوتفليقة، الذي اتعبه المرض. وبعد عام من اصابته بجلطة دماغية ادى بوتفليقة على كرسيه المتحرك اليمين الدستورية لولاية رئاسية رابعة يرجع الفضل الكبير للفوز بها الى مدير حملته. وكلف بوتفليقة سلال بادارة حملاته للانتخابات الرئاسية في 2004 و2009 و2014، مفضلاً اياه على قادة الاحزاب الكبيرة التي ساندته منذ اول ولاية له في 1999 وخصوصاً حزب جبهة التحرير الوطني، صاحب الاغلبية في البرلمان، وحليفه التجمع الوطني الديموقراطي الذي يقوده رئيس مجلس الامة عبد القادر بن صالح. وسلال معروف بروح الدعابة والبساطة في التعامل مع موظفيه، بالرغم من الهيبة التي تبرز من قامته الطويلة وجسمه القوي وشعره الرمادي. واشتهر سلال خلال الحملة الانتخابية بتصريحاته "العفوية" وغير المفهومة، مع العلم انه كان يتحدث باسم رجل مثل بوتفليقة المثقف والخطيب البليغ باللغتين العربية والفرنسية. وبدأ سلال مهمته للترويج للرئيس المرشح بنكتة حول "الشاوية" وهم امازيغ الشرق الجزائري والذين ينتمي اليهم علي بن فليس منافس بوتفليقة في الانتخابات. واضطر سلال الى الاعتذار امام الغضب الجارف الذي اجتاح المنطقة، حتى انه الغى تجمعه الانتخابي في باتنة (المدينة الشاوية). وفي كل تصريح يلتقط المدونون والصحافيون وحتى مغنو الراب، عبارات "مضحكة" ناتجة عن خطأ في النطق او مبالغة في وصف بوتفليقة. ووصل الى حد اعتبار "الرئيس الذي ضحى بحياته من اجل الجزائر ملَكاً انجز المعجزات وأخرج الجزائريين من الظلمات الى النور". واعتبر خبير في العلاقات الجزائرية- الفرنسية فضّل عدم ذكر اسمه ان "سلال يملك الكثير من الموهبة وله مستقبل واعد". وسلال أب لثلاثة اطفال وهو نفسه ينتمي الى عائلة كبيرة تتكون من 13 ولداً وبنتاً، حتى انه وصف عائلته في حوار مع وكالة "فرانس برس" ب"فريق كامل لكرة القدم". وككل المتخرجين من المدرسة الوطنية للادارة في الجزائر، تم تعيين سلال في بداية مشواره المهني متصرفاً ادارياً في ولاية قالمة في الشرق الجزائري قبل ان يعين رئيساً للدائرة (هيئة ادارية تحكم عدة بلديات) ثم والياً (محافظا) مرات عدّة. كما شغل منصب سفير الجزائر في بودابست، من حيث استدعي في 1998 لشغل حقيبة وزارة الداخلية التي نظمت الانتخابات الرئاسية لسنة 1999 وفاز فيها بوتفليقة، ثم وزارات الشباب والرياضة والاشغال العمومية والنقل واخيراً وزارة الموارد المائية. كما ادار سلال وزارة النقل بالنيابة منذ ايار (مايو) الماضي بعد استقالة وزير النقل عمار تو نظراً لتعارض منصبه كنائب في البرلمان مع منصب الوزير مثله مثل ستة وزراء آخرين. ويثني الجزائريون بخاصة من سكان العاصمة كثيرا على سلال بما انه هو من انهى ازمة مياه الشرب التي عانوا منها طيلة سنوات.